18.57°القدس
18.28°رام الله
17.19°الخليل
23.49°غزة
18.57° القدس
رام الله18.28°
الخليل17.19°
غزة23.49°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: لماذا الاتهام بالسرية الآن ؟!

كان مقال الأمس بعنوان: ( من للأقصى؟!). وكان العنوان تعقيبا على تصريحات ( بينيت، ونتنياهو) التي زعما فيها أن القدس هي عاصمة (إسرائيل) من الأزل إلى الأبد، وأنها تحت ولاية نتنياهو لن تقسم أبدا، وأن صلاة اليهود في المسجد الأقصى قريبة جدا؟! قلت أمس: من للأقصى ؟! لأنه لا أحد من قادة العرب أو السلطة اهتم بهذه التصريحات أو عقب عليها، رغم أنها صدرت في يوم الإسراء والمعراج في احتفال توراتي حاشد في ساحة البراق؟! اليوم أكرر مرة ثانية: من للقدس؟! ومن للأقصى؟! لأن ( رئيس السلطة، رئيس المنظمة، رئيس فتح) ، كان شغله الشاغل في لقائه بنخبة من السياسيين الفلسطينيين والأردنيين في عمان بما زعمه أمام الجميع بمحادثات سرية بين حماس و(إسرائيل) من خلال قناة إثيوبية، وزعم أن هذه المحادثات سياسية وتستهدف فصل غزة عن بقية الوطن؟! وزعم أن لديه في سيارته محاضر وأوراق هذه المباحثات السرية؟! واللافت للنظر أن صحيفة الدستور تحدثت في الزعم نفسه الذي زعمه عباس، ولست أدري من الأسبق منهما في الزعم، ولكن بعد ذلك تحول الزعم إلى حقيقة عند الناطق الرسمي لحركة فتح ( أسامة القواسمي) الذي أكد أن المفاوضات وكالة حصرية للمنظمة ( أي لفتح؟!)، وأن المنظمة تجري مفاوضاتها في العلن لا في السرّ؟! وأن على حماس التوقف عن الإضرار بالحقوق الفلسطينية؟! هذه الأطراف الثلاثة لم تتحدث للأسف بكلمة واحدة عن القدس والأقصى، ولم يقلقها تصريح بينيت ونتنياهو البتة، وهي تصريحات علنية فيها قهر للكل الفلسطيني، وفيها إعلان غير مسبوق عن فشل مشروع عباس، وعن نهاية بائسة لمفاوضاته ، ومع ذلك يزعم أن المشكلة في حماس لا في نتنياهو وحكومته؟! أما عن زعمه أنه يملك محاضر وأوراق المباحثات السرية بين حماس والعدو ، فحماس تنفي مزاعم عباس نفيا مطلقا، وهنا ندعو عباس لأن ينشر أوراقه ووثائقه ومحاضره التي يزعم أنه يمتلكها فورا لتكذيب حماس وحرق مصداقيتها. وقديما قالوا: ( المية بتكذب الغطاس). عباس في نظري لن يفعل ، لأنه لا يملك شيئا لا محضرا ولا خلافه ؟!، لأنه ببساطة لا توجد مباحثات سياسية لا سرية ولا علنية، وكل ما يزعمه عباس نفسه بصيغة توحي بامتلاكه الدليل هو لخلط الأوراق، وتضليل الرأي العام، كمن يسترقون السمع في السماء لافتعال معركة مع حماس تبرر تصرفاته الحزبية، وإهماله لملف غزة وسكانها. أما الحقيقة التي لا شك فيها فهي لا تكمن في حصار غزة الخانق فحسب، ولكن تكمن أيضا في التهديدات المتجددة بحرب جديدة ضد حماس في غزة، وخاصة تلك التي تطالب نتنياهو ويعلون بالبدء الفوري بهدم الأنفاق التي تزعم المصادر الأمنية الصهيونية أن بعضها يمتد إلى داخل الحدود عند مستوطنة نيريم كما يقول عمر بارليف النائب في الكنيست. هذه هي المفاوضات التي تديرها حماس والمقاومة مع العدو؟! أما حديث عباس و القواسمي عن المباحثات السرية والوكالة الحصرية، فإن حماس تبارك لهم هذه الوكالة الحصرية التي دمرت القضية الفلسطينية، وأنهت مفاوضاتهم بصفر كبير باعتراف قادة فتح والمنظمة. وأما مرض السرية فهو مرض مزمن كانت بداية الإصابة به في مسار أوسلو والحل المنفرد بقيادة محمود عباس نفسه ، وهو مسار انتقده القادة العرب، ودفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا بسببه ، ومن ثمة لا يجوز للمريض بإيدز السرية أن يتهم غيره بمرضه هو، وعليه قبل اتهام الآخرين بمرضه أن يكشف محاضره وأدلته، وهنا نقول: التاريخ لا ينسى ولا يحابي ، والدين يقول: لنبتهل أن لعنة الله على الكاذبين. بسبب ما تقدم وغيره ، أكرر للمرة الألف: من للأقصى؟! ومن للقدس؟! إنه في ظل انشغال عباس حيثما سافر وحل وارتحل بحماس، وكأنها هي التي تحتل القدس والأقصى، وهي التي تمنع نتنياهو من العودة إلى المفاوضات. وجب التكرار للتذكير ونشر الوعي. عباس نسي (إسرائيل)، وهو مشغول بمحاربة حماس، تماما كما نسي القادة العرب (إسرائيل)، وهم مشغولون بحرب الإخوان.