19.68°القدس
19.39°رام الله
18.3°الخليل
24.09°غزة
19.68° القدس
رام الله19.39°
الخليل18.3°
غزة24.09°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الإقليم والتأرجح بين الفوضى والاستقرار

تعاني المنطقة العربية حالة من التأرجح القوي والمتسارع بين الفوضى والاستقرار، فرغم الاصوات المتفائلة حول النجاحات الامنية والاقتصادية الا ان التطورات في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر تشير الى عكس ذلك تمام، ففي العراق يتقدم تنظيم الدولة «داعش» ويتمدد بوتيرة متسارعة في الانبار والمحافظات العراقية، فيما بدأت الاصوات تتعالى محذرة من إمكانية ان تمتد المعارك جنوبا لتقترب من كربلاء، ويتوسع التنظيم في سوريا جنوبا نحو تدمر فيما المعارضة السورية تخوض معارك عنيفة مع بقايا النظام السوري في ادلب وحلب وتتقدم في ريف اللاذقية، وتخوض معارك في مواجهة حزب الله في القلمون، ورغم النشاط العسكري الكبير الذي لايقارن بتاتا بالنشاطات العسكرية على مدى السنوات الاربع الماضية تبقى البنى السياسية للمعارضة السورية ضعيفة في ظل التنافس الاقليمي والدولي حول هوية الثورة والمعارضة السورية. لا تتوقف حالة التدهور على العراق وسوريا بل امتدت نحو مصر فالمؤشرات باتت واضحة عن تصاعد وتيرة العنف، وهي مؤشرات احصائية بحته تترافق مع عملية «تدعيش» متسارعة في ظل حالة الانسداد السياسي التي تبعت احداث 30 يونيو 2013، فداعش أعلنت عن تأسيس فرع لها في سيناء واتبعته بالاعلان عن فرع اخر في الصعيد يدين بالولاء لما يسمى الخليفة البغدادي في الموصل زعيم تنظيم الدولة، فالعنف يتمدد في مصر والاصوات المتفائلة يقابلها واقع آخذ بالتبلور على مدى الاشهر الست الماضية نحو مزيد من حالة الانهيار الامني والاقتصادي والانسداد السياسي. في ليبيا لا يختلف المشهد عن الحال المتدهور في مصر الا انه اشد وضوحا، فالانقسام السياسي والصراع على هوية الثورة الليبية وفر الظروف الملائمة لتمدد «داعش» ما يوحي بامكانية «تدعيش» المشهد الليبي، تزداد الارجحة عنفا مع تأخر الحسم في اليمن والعراق وسوريا ويسطع نجم الطائفية، اذا بدأت أمواج من العنف المنظم تضرب شواطئ الدول المستقرة امنيا بل والمستقرة اقتصاديا وسياسيا، فالتأرجح بين الفوضى والاستقرار يزداد شدة واهتزازا بشكل يشكك بالمطلق بامكانية تحقيق الاستقرار، خصوصا وان المنطقة لازالت تدار بمقولات سياسية تقليدية ترفض الاعتراف بالدوافع الحقيقية التي ادت الى اندلاع الثورات العربية، تستند في مجملها الى عقلية اقصائية، على راسها غياب الاصلاح السياسي والتحولات الاجتماعية التي لم يتم مراعاتها، فالعقلية التقليدية لم تتغير ولم تتمكن الى الان من فهم عمق التحولات في الساحة العربية والاقليمية والدولية، والأسوأ من ذلك حالة الانكار التي لازالت سائدة؛ ما سيضاعف من حدة التأرجح واستنزاف الموارد التي سيظهر تأثيرها بسرعة اكبر من المتوقع.