في مجلس أصدقاء عرب في الغربة يدور حديث عادي جدًّا: الأول: أين ستكون إجازة الصيف هذا العام؟ الثاني: إحدى دول جنوب آسيا، دون شك؛ أسعارها معقولة وطبيعتها خلابة. الثالث: لا أختار عن دول أوروبا بديلًا؛ فطقس الصيف فيها رائع وقضاء الإجازة هناك فرصة للسياحة والتسوق في آن واحد. الأول: كم أتوق إلى قضاء فصل الصيف في بلدي، ولكن هيهات. الثاني: بالفعل، عار علينا أن نتكلم عن مشاريع إجازات الصيف وأهلنا يذبحون في سورية والعراق وليبيا، ويسجنون في مصر ويحاصرون في فلسطين، وقد تكالبت عليهم أنظمتهم، وجماعات متطرفة، والاحتلال الصهيوني، وأيد خارجية لا يعلمها إلا الله. الثالث: صدقت، هل سمعتم كيف تحرك الجيش العراقي ليقضي على داعش في الموصل، فطردته داعش من الرمادي، وسيطرت بعدها على مدينة تدمر في سورية؟ الأول: وماذا عن اليمن التي عملت يد الغدر فيها على استدراج الحوثيين لضرب الثورة؛ فانقلب السحر على الساحر، وهاجم هؤلاء من مدّ لهم يد العون وأصبحوا يشكلون خطرًا على المنطقة برمتها؟ الثاني: المشكلة هي إيران التي تدعم الحوثيين، والأنظمة في سورية والعراق، وترمي إلى زعزعة المنطقة وزيادة نفوذها فيها. الأول: إيران نفسها جُرّت إلى هذه المعمعة، التي لن يخرج منها طرف إلا خاسرًا. الثالث: عدا العدو الصهيوني، دون شك؛ فهو الرابح دائمًا من خلافاتنا، هذا إن لم يكن هو في الأصل وراءها ويذكي نارها، كان صديق من الهند يقول لي في السابق: إذا نظرت إلى أي مشكلة في العالم فستجد بريطانيا وراءها، والآن نقول: إن كل مشكلة في عالمنا العربي وراءها الصهاينة. الثاني: إنها فتنة آخر الزمان، أعاننا الله عليها، أكاد أقسم أنه لم يبق على النهاية إلا ظهور الدجال. الأول: أحلم أن أرحل بعيدًا عن كلّ هذا الموت إلى جزيرة نائية، أعيش فيها بقية حياتي دون أن تطالني أي من تلك الفتن فأكون قد خسرت الدنيا والآخرة. الثاني: ماذا لو ظهر لك الدجال في تلك الجزيرة النائية، يقال إنه يعيش في إحداها؟ يضحك الجميع. الثالث: أفضل جزر (باهاما)؛ فهي المكان الأفضل لقضاء عطلة الصيف. الأول: لا، (باهاما) بعيدة جدًّا، ماذا عن جزر (سي شلز)؟ ويتابع الأصدقاء حديثهم العادي جدًّا.