كانوا قديماً نتيجة الجهل والفقر يتداولون الإشاعات، ويصدِّقونها.. فقد سمعت جدتي تهددني إن لم أنم في وقت سريع ستنادي "أبو رجل مسلوخة" كنت أتخيله رجل عجوز يلبس (جلَّابية) سكنية، شعره أبيض، وأسنانة بارزة ومفتتة، قدمه عبارة عن ساق خروف اتخيلها دائماً.. كانوا قديماً يعالجون "التَّالول" بحبة من شعير حيث يضربونه بها ويدفنونها بالرمل، بحيث لا يراه أحد... ولو شاف أحد الشعيرة وقعتك "زفت" احتمال تموت من شدة الألم... كانوا قديماً يضعون تحت وسادة المولود "خبزة ناشفة" للرزق، و"سكين" للحماية... هذه نماذج سمعتها فهل بدأت تعود؟ والغريب أننا في عصر العولمة والتكنولوجيا الذي تستحيل فيه مثل هذه القصص والخراريف. إن الخطوة الأولى لخطوات التنمية والتطور والتحرر هو التخلص من الإشعات والأساطير والخرافات -يعني شغل ناس زمان- هكذا نهضت أوروبا، وتحررت الدول المحتلة... أما كل يوم قصة؟!!!! مرة شَبَحْ، ومرة شَلَحْ، ومرة جِدِي ونَطَحْ... المهدي في الشمال، في الجنوب شبح الدَّجَّال، "أبو رجل مسلوخة"، والشعير لعلاج "التَّالول"، والأمر سيتطور لرقصة التنين لعلاج الأوبئة، ورقصة "الهاكا"، ورقصة "كابانابانا".... وما حد شاف، الكل سمع وحدَّث مع البهارات.. إن الإشاعة والخرافة إن دبَّت في مجتمع قتلته، فهي تشبه الجراد الذي يحط رحاله على جنة من أرض فيجعلها خاوية على عروشها في وقت قصير.... وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق