21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الفن المقاوم

لم يعد خافياً على أحد التأثير الكبير على السلوك البشري من خلال وسائل الإعلام عموماً، والفنون على اختلافها خصوصاً. وفي الوقت الذي زهد فيه الناس في القراءة، حلّ التلفاز مكانها بشكل واضح، وخاصة في البلاد العربية. وقد اكتشفت القوى العظمى تأثير التلفاز على تشكيل الرأي العام، فأسست شركات ومؤسسات إعلامية ضخمة مثل هوليود في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أمكنها صناعة شخصية الأمريكي السوبر؛ المتفوق والمنتصر دائماً، والذي يمثل "الخير" ضد الآخرين "الأشرار". وقد تمكنت صناعة الأفلام الأمريكية والأوروبية من إعادة تشكيل الوجدان الإنساني وفق مصالحها وقيمها. وقد بلغت هذه الفنون والأفلام من التأثير في الكبار والصغار إلى الدرجة التي جعلت الشعوب العربية ترى في الأجنبي المستعمِر الأنموذج الذي يجب أن يُحتذى. إن قوة التأثير التي يكون أحد مظاهرها تعلُّقَ المشاهد بهذه الأفلام والمسلسلات، أو بكاءه معها أو حزنه خلالها، أو فرحه لانتصار البطل، وغير ذلك من مظاهر التأثُّر، يعني شيئاً واحداً؛ أن الجهد والمال المبذول في هذه الصناعة قد حقق أهدافه بامتياز. إن القضية الفلسطينية - بما فيها أكبر تعداد لاجئين في العالم، وأحد أهم المقدسات العالمية يتم تدميرها واللعب فيها على مرأى العالم - إحدى أبرز قضايا العدالة والإنسانية في العالم في العصر الحديث. والعجيب أن الفلسطينيين - إلى حد كبير - غير قادرين على نقل مظلوميتهم إلى نفوس ملايين البشر في العالم، بل إن رواية الصهاينة هي السائدة وتجد سلاسة في التداول. إن التفسير الواضح لهذه الحالة هو فشل مميَّز للإعلام الفلسطيني، ونجاح باهر للإعلام الصهيوني. وما دام الأمر كذلك؛ فنحن أمام معركة بالقوة الناعمة، يجب على المقاومة الفلسطينية خوض غمارها بكل جدارة، تماماً كمعركة العقول، والمعركة الإلكترونية، والمعارك الميدانية في ساحات الشرف. وإذا كانت مقارعة الأعداء واجبة، فإن كل وسيلة توجعهم أو تردعهم، أو تُحبِط جهودهم العدوانية تصبح واجبة؛ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والأمة مقصِّرة، بل آثمة، ما لم تقم بهذا الواجب، وتحارب الأعداء في كل الساحات، وعلى كل الصُعُد. لقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض المسلسلات الفلسطينية، والعربية التي تتناول بإيجابية المقاومة الفلسطينية؛ مثل: مسلسل الروح، ومفترق طرق، والبندقية، ومن قبلها: التغريبة الفلسطينية، التي سجلت علامة مميزة في الفن العربي الخادم للقضية. ومع ذلك نحن بحاجة ماسة لأفلام عالمية وبلغات أجنبية أو مدبلجة على أقل تقدير، تكون ذات سيناريو مؤثِّر، وأداء فني راقٍ، مهما كلفت من ثمن، لأننا عن طريقها نغزو العقل العالمي ونصنع أكبر جبهة مساندة لقضيتنا العادلة. وإن أي أعذار مالية أو حرفية هي غير مقبولة، ويجب وضع خطة متكاملة للخروج من حالة الضعف المطبقة علينا، والانطلاق إلى فضاءات العالم لنصنع جبهة أصدقاء تبكي لبكائنا، وتفرح بانتصارنا، وتتظاهر من أجلنا، وتدفع الغالي والثمين من أجل الحرية والكرامة والإنسانية التي تمثلها المقاومة الفلسطينية.