19.68°القدس
19.39°رام الله
18.3°الخليل
24.09°غزة
19.68° القدس
رام الله19.39°
الخليل18.3°
غزة24.09°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: خيمة 1948 وكرفان 2015

درجات الحرارة التي وصلت إلى الأربعين، تذكر الجميع بأننا أمام صيف ساخن يصل إلى درجات الحرارة الملتهبة التي لم يتعود عليها أهل غزة، وقد يحاول أن يتعايش معها بعض المواطنين، لكن هذا الصيف هناك فئة ليست قليلة تعيش في غرف من الصفيح يطلق عليها "الكرفانات". قبل شهر من الآن تعرض قاطنوها للبرد القارس وخلال هذه الأيام يعانون من ارتفاع درجات الحرارة، التي لم تعد تطاق، سبقها إلى تلك الصناديق الحديدية الزواحف، ومشهد الأطفال وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء هرباً من الصناديق الحديدية، ونارها الحارقة. الحلول التي قدمت لهؤلاء المهدمة بيوتهم بسبب الحرب الأخيرة، لم تكن واقعية ولا تتوافق مع المعايير الخاصة بذلك، ولا تراعي الظروف الصحية ولا العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الفلسطيني. قبل النازحون بها وحالهم "شيء أفضل من لا شيء"، وتهربت المؤسسات الدولية وبينها الأونروا من التكفل باحتياجاتهم، وتملصت رئاسة السلطة وحكومة التوافق من المسؤولية الوطنية تجاه مطالبهم. 1000 مواطن غزي تحرقهم الحرارة هذا الصيف، ومعرضون للخطر بسبب الإهمال الشديد بعد الخداع الذي وقعوا فيه اعتقاداً منهم أن الكرفانات ستكون لمجرد فترة قصيرة، ومرحلة انتقال لمنازلهم بعد إعادة بنائها، لكن بعد 9 شهور من انتهاء الحرب، وجدوا أنفسهم ضحية عملية خداع كبيرة، حيث تخلت وكالة الغوث عن وعودها بإعادة بناء المنازل المهدمة، ولم تلتزم بما وقعت عليه من عقود بدل إيجار لهم مما اضطرهم للقبول بالإقامة بالكرفانات. نحن اليوم أمام مأساة جديدة تحولت فيها خيمة النكبة عام 1948 إلى كرفانات 2015، لكن بمواصفات جديدة، وفق سياسة دولية لم تتغير كثيراً على الرغم من أن وسائل الإعلام تنقل بشكل مباشر وعبر الصور معاناة سكانها، بخلاف اللاجئين عام 1948 الذين سكنوا الخيمة، بدون أضواء. الصمت الذي يدور حول معاناة هؤلاء إلى جانب 10.000 فلسطيني بلا مأوى حتى الآن وتشتت الكثير منهم عند الأقارب والجيران أو خلف الجدران، يدعو للريبة، وأن التصريحات التي يطلقها البعض وخاصة المنظمات الدولية هي مجرد دموع التماسيح التي لن تجلب نفعاً للمشردين. المسؤولية محددة وواضحة عند غالبية من يسكن الكرفانات، تتحملها وكالة الغوث وكذلك حكومة التوافق، ويقع على عاتقهما الإسراع في معالجة الأمر، قبل وقوع ضحايا، أو أن ينفجر المنكوبون في وجه الجميع، وحينها لا يعرف إلى أين يصل تأثير احتجاجاتهم؟، وأن تجربة الخيمة عام 1948، لن يقبل الفلسطيني أن تتحول إلى كرفان 2015، برعاية الأمم المتحدة.