لا زال الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كل الوسائل الممكنة لإسقاط أكبر عدد من الفلسطينيين في وحل العمالة، ولم يتوانى في ذلك لحظة واحدة، ولا ينظر إلى درجة انحطاط الوسيلة بقدر ما ينظر إلى إسقاط الشخص المراد بأي طريقة. وتعتبر مساومة الآباء الفلسطينيين على أرواح أبنائهم أحد عناصر وسائل الاحتلال، وذلك من خلال علاج أبنائهم مقابل تقديم المعلومات والتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، وفي حال رفض الوالد العرض يكون سلم ابنته للموت. وهذا ما حدث مؤخراً مع أحد الآباء الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، بعدما حولت طفلته التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات للعلاج في مستشفيات الاحتلال لسوء حالتها الصحية، وعدم توفر الإمكانيات في قطاع غزة. وبعد وصول الطفلة للمستشفى برفقة والدتها، وتخديرها وتجهيزها لإجراء العملية، اتصل ضابط المخابرات الإسرائيلي على والد الطفلة وأبلغه أن ابنته جاهزة لإجراء العملية وستشفى من مرضها خلال ساعات، ولكن اشترط عليه الارتباط بجهاز "الشاباك" مقابل إجراء العملية. رفض الوالد طلب ضابط "الشاباك" رفضاً قاطعاً، معتبراً أنه على استعداد أن يضحي بطفلته ولا يقبل ذلك العرض، ورغم إلحاح ضابط "الشاباك" عليه عدة مرات وإجرائه عدة اتصالات معه، إلا أنه تمسك بالرفض القاطع. وأدى رفضه إلى منع الاحتلال استكمال إجراء العملية لابنته، وتحويلها إلى قطاع غزة دون إجراء العملية. وتستغل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الحاجات الماسة لسكان قطاع غزة المحاصر في ظل ضيق العيش والفقر والبطالة وسوء الأوضاع الصحية في محاولة تجنيد عملاء لخدمتها ومراقبة ورصد تحركات المقاومة الفلسطينية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.