21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: وانقشع غبار معركة الفيفا

ما إن انقشع غبار معركة تعليق عضوية (إسرائيل) في الفيفا؛ حتى راح بنيامين نتنياهو يهنئ نفسه وجمهوره بفشل خطوة السلطة الفلسطينية بطرده من الفيفا؛ ودقت طبول الأفراح والليالي الملاح؛ في دولة الاحتلال، وتشفّى بنا "نتنياهو" وزمرته من المتطرفين أمثال "بينت" وغيره؛ وهو ما شكل خيبة أمل في صفوف الفلسطينيين والمؤيدين لهم. أوساط في حكومة الاحتلال اعتبرت مطالب طرد اتحاد الكرة "الإسرائيلي" من الاتحاد الدولي "فيفا" والاتحاد الأوروبي "ويفا" تهديدًا استراتيجيًا, وتعاملت معه بأقصى درجات الجدية، وأعدت حملات سياسية ودبلوماسية وإعلامية لمواجهة ذلك، وهو ما يعكس أن هذه الحملات لها أثر مهم في تنبيه الدول إلى خطورة انتهاكاتها لحقوق الإنسان واقترافها لجرائم حرب، وهو ما يعني ضرورة مواصلتها. لم يقنع أحدًا؛ رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب, والذي علل في بيان له سبب سحب الطلب الذي تقدم به للجمعية العمومية للاتحاد الدولي "فيفا" لطرد (إسرائيل) من الاتحاد، بسبب انتهاكاتها التي تمارسها بحق الرياضة الفلسطينية، بالقول: أما بخصوص سحب الطلب الفلسطيني الداعي لطرد (إسرائيل) من عضوية الفيفا، فإني أؤكد هنا أن هذا القرار قد تم بالتنسيق مع غالبية الاتحادات العربية والاتحادات الداعمة, والذين أيدوا ذلك بقوة تحسبًا لأي ردات فعل سلبية من قبل دولة كيان العدو, واعتبار ما تم تحقيقه في هذا الصدد هو إنجاز يجب البناء عليه. طلب الرجوب جاء بعد انتهاكات الاحتلال المتزايدة للقواعد القانونية المنظمة لعمل الفيفا وأخلاقيات كرة القدم وقواعد التعامل، خصوصًا في الحرب "الإسرائيلية" على غزة الصيف الماضي، من قتل وتدمير، وما يواصله الاحتلال من حد لحرية حركة الرياضيين الفلسطينيين على المعابر والحواجز. في ردود الأفعال على خطوة الرجوب؛ حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة الفلسطينية مسؤولية سحب طلب تعليق عضوية (إسرائيل) في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، واصفةً ما جرى بأنه ضرب للجهود الرامية لفضح الاحتلال وجرائمه وعزله عن المؤسسات الدولية المختلفة. واعتبر المرصد الحقوقي أن سحب الطلب يعني إتاحة الفرصة لاستمرار سياسة الإفلات من العقاب، خصوصًا أن هذا السحب سبقه ما جرى في مجلس حقوق الإنسان سنة ٢٠٠٩ بعد صدور تقرير "غولدستون" حول انتهاكات الحرب على غزة، وتعطيل مشروع قرار سابق كانت تقدمت به دولة قطر في مجلس الأمن سنة ٢٠٠٨ لإنهاء حصار غزة. الكل يعلم أن ضغوطًا مورست؛ ولكن كان يجب أن لا يتم الاستسلام لها؛ حيث قال الرجوب, الذي قام بسحب الطلب: إنه "استلم تهديدات يومية من (إسرائيل) بسبب طلب تعليق عضويتها في الفيفا". كل خطوة تربك أو تلاحق الاحتلال وتعريه في المحافل الدولية مطلوبة؛ بحيث إن ذلك يمهد إلى إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية، ويؤدي إلى وقف دوامة العنف المستمرة منذ عقود، وإن طال زمانها. الثمن الذي جناه الرجوب من خطوة الانسحاب لا يرقى لمستوى تجميد أو تعليق عضوية دولة الاحتلال لو أنها توبعت وتمت بنجاح؛ وحجم الضغوط على الرجوب وعلى كل خطوة فلسطينية في المحافل الدولية هو عادة متوقع أن يكون كبيرًا من قبل الاحتلال؛ ولذلك كان يجب أن يكون عند الرجوب خطة للتغلب عليها, وهو للأسف ما لم يحصل؛ واكتفى بإنجازات لحظية لا ترقى لمستوى الحدث. في كل الأحوال, ما حصل هو مجرد جولة من بين جولات مقبلة؛ ولا بد من أخذ العبر؛ ولا بد من التجهيز المسبق والجيد للجولات القادمة؛ فخسارة جولة لا تعني خسارة المعركة؛ والاحتلال فرحته مؤقتة كونه دخيلًا وطارئًا لا بد له من الرحيل؛ طال الزمن أم قصر.