21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: قطاع غزة ما بين استقالتين بلير وتيرنر

بعد مرور ثماني سنوات على رئاسته اللجنة الرباعية توني بلير يعلن استقالتة، مبررا ذلك بالاحباط الذي يعتريه، وبعد ثلاث سنوات على توليه منصب مدير عمليات الاونروا في قطاع غزة «روبرت تيرنر» يعلن استقالته، مبررا ذلك بالقول» نرفض الاستسلام للتشاؤم بشأن مستقبل غزة، إنها مكان أثبتت للروح البشرية أنها لا تُقهر»، فرق كبير بين الاستقالتين. استقالة تدل على الاحباط والعجز، واخرى احتجاج غير معلن على حصار قطاع غزة وخفض وتقليص المساعدات المقدمة من الاونروا لسكان القطاع. الرباعية التي تشكلت في العام 2002 وضمت روسيا وأمريكا والاتحاد الاوروبي الى جانب الامم المتحدة، تولى رئاستها بلير في 2007 اي بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية، متوجا عهده بوضع قيود على التجربة الديمقراطية الفلسطينية باشتراط اعتراف حركة حماس بـ «إسرائيل». أهمية الرباعية ازدادت بعد الحصار المفروض عل قطاع غزة لتصبح احد الحراس الامناء الذين يعملون على شرعنته وتبريره، وتطور الامر بعد حرب غزة 2008- 2009 بوضع شروط جديدة على رأسها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية كشرط لاعادة اعمار قطاع غزة، بل إن آخر تصريحات بلير والتي كانت من «القاهرة» قبل أشهر قليلة، دعا فيها حركة حماس بأن تثبت بانها حركة وطنية فلسطينية، وليست جماعة إرهابية فالشروط تتغير بتغير المناخ السياسي في الاقليم وتتطور بتطوره، فالرجل بقي مخلصا لدوره الى الرمق الاخير، وكان أحد عرابي الحصار على غزة وحراسة. طوال ثماني سنوات ارتبط اسم «بلير» بالرباعية ليصبح العنوان الرئيسي لها، واختفت خلفه كل اليافطات(الامم المتحدة روسيا أمريكا الاتحاد الاوروبي)، كان نجاحا كبيرا لـ بلير، فهل استقالته تعني نهاية الرباعية ام تبدل اهدافها، رغم ان البعض يجادل بقوة بان الهدف منها هو دعم عملية السلام والتنمية الاقتصادية واعادة اعمار القطاع، الا ان الوقائع مغايرة لذلك، الامر الذي يعيدنا الى السؤال هل انتهت الرباعية؟ وهل اصبحت الدول الكبرى والامم المتحدة مقتنعة بان الحصار والحرب المعلنة على المقاومة لن تجدي نفعا. في مقابل ذلك لماذا استقال تيرنر؟ وهل اختار طريقا جديدا لمتابعة جهودة لتخفيف المعاناة عن الفلسطينين في قطاع غزة، فالحصار يخنق القطاع والاونروا تقلص خدماتها، لتتضافر الاسباب بزيادة معاناة اللاجئين، هل اصيب تيرنر بخيبة الامل دفعته للبحث عن طريق جديد يواصل به مهمته الانسانية؛ فالحصار، وتقليص خدمات الاونروا اصبحت عوامل متضافرة ومتلازمة خراب ومعاناة، هل احباط تيرنر من الاونروا ذاتها ام من الحصار؟ وقف تيرنر مواجها الحصار والقيود المفروضة على اعمار غزة، شهد حربين على القطاع، وانهى عهده بالقول» لقد كانت تلك السنوات الثلاث أعظم سنوات حياتي المهنية من حيث الإنجاز وحجم التحديات، وسأفتقد العمل إلى جانب المجتمعات في غزة، وتأكدوا بأنني سأواصل الدفاع عن غزة وعن لاجئي فلسطين»، فالرجل كان مخلصا لعمله الانساني رافضا للحصار، وما يخلفة من تداعيات انسانية على اللاجئين وسكان القطاع معلنا بانه سيواصل نضاله. مفارقة قوية بين بلير وتيرنر، اذ نجح بلير في الدفاع عن الحصار الذي عانى منه قطاع غزة لمدة ثمان سنوات، كما نجح في تجريم التجربة الديمقراطية الفلسطينية، نجح بلير في استخدام مواهبه وخبراته في حصار العراق، ونقلها الى قطاع غزة، والسؤال المطروح لماذا يشعر بالاحباط بعد ذلك كله؟ في حين يرفض تيرنر التشاؤم، معلنا بانه سيواصل عمله لصالح اللاجئين في القطاع رغم استقالته؟ سؤال آخر سيطرح ما هي الاهداف الجديدة للرباعية في المرحل المقبلة في حال استمرت اللجنة ولم تتلاش وتنقرض بغياب الرمز «بلير»، ام انها ستتابع مهمتها الانسانية ووعودها بالاعمار لقطاع غزة، في المقابل ما هي الادوار المنوطة بالاونروا مستقبلا، خصوصا وهي تتخلى عنها واحدا تلو الاخر، وما هي الخيارات المطروحة امام الشعب الفلسطيني امام هذه المتلازمة الخطيرة التي تحيط بقطاع غزة، اسئلة بات ملحا الاجابة عنها، ولعل اقتراب سفينة الحرية «ماريانا» ودخولها البحر المتوسط ستكون فرصة لاعادة طرح هذه الاسئلة من جديد ولكن بأسلوب مختلف أسلوب إنساني مقاوم.