21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الرجوب ونظرية المؤامرة

من أغرب ما قرأت ان الاردن وفلسطين احتوت الأزمة التي حدثت بسبب تصويت جبريل الرجوب من عدمه لصالح الأمير علي، خوفا من عدم قدرة الرجل على العودة لبلاده، وان الموضوع تم لفلفته على أعلى المستويات، ذلك الكلام جاء أيضا بعد تصريحات الأمير بأنه لا يوجد داع للحديث عن موقف الرجوب، وتأكيد الأخير في تصريح صحافي بأنه صوت لصالح الاردن. ومن أجمل ما قرأت للمفكر الكبير عزمي بشارة ان «نظرية المؤامرة» ليست نظرية فعلاً، وهي لا تتعرض لنقد عقلاني، لكونها كذلك. إنها أسطورة، والأسطورة عكس النظرية. فبنية الأخيرة المنطقية تتيح إثبات صحتها، مثلما تتيح دحضها؛ أما الأسطورة، فلا تمكّننا ذلك، لأنها إما تأويلية تجسّد معنى الأشياء، أو هي حكاية خلفية، سردية مخفية، تجري خلف ستار الوقائع. والمؤمن بها يرى الوقائع مجرد صورة، أو ظلا للحكاية الأصلية «الحقيقية» الجارية خلفها. وكل ظرف وتوقيت ومتضرر ومستفيد هو إثبات لها. وإذا كنا سنعتمد الكلام العجيب الغريب الأول بالإمكان القول إن هنالك علاقة وطيدة بين رفع أسعار المشتقات النفطية وأزمة انتخابات الفيفا، بل هناك علاقة مهمة بين ما يعيشه البلد من أزمة اقتصادية وسياسية محليا وإقليميا بفعل أخطاء داخلية أم تحولات إقليمية خطيرة بما طرح خلال اليومين الماضيين في مواقع التواصل الاجتماعي على شكل جدل عقيم تحول في النهاية إلى نعرات، لدرجة التأكيد أن من لا يدعم الأمير في الانتخابات لا يعتبر فلسطينيا وضرورة سحب الجنسية ممن أيدوا خلافه. الأغرب أنه بعد انتهاء الأزمة وعودة الأمير الذي استقبله في المطار الملك عبدالله الثاني وأطفال الأول، بقي الجدل ذاته مستمرا وإن كان بوتيرة اقل، ما يثير سؤالا استعباطيا عن العقلاء في البلد وأين دورهم في مثل هكذا أزمات، علما أنني كنت لا أنوي الكتابة في ظل هذه السحابة المغبرة والجو المظلم الذي أفرزته أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية البائسة. الأكثر غرابة ما ساقته بعض النخب التي تعتبر من الطبقات المثقفة والحاصلة على أعلى درجات التعليم، فهي شاركت بشكل مباشر في هذه اللعبة القذرة في بلد تسمع فيه يوميا عشرات المصطلحات التي تتحدث عن رجال الدولة والمؤسساتية، علما أن شريحة واسعة من الناس العاديين تحديدا والبسيطين فهموا اللعبة مبكرا ونأوا بأنفسهم عن تلك المهاترات. لسنا بصدد تحليل عدم فوز الأمير الذي تحدث عنه عشرات الكتاب ولسنا بصدد تدارس موقف السلطة الفلسطينية والرجوب نفسه، بقدر ما نحن آسفون على ما حدث ونعتذر للمغتربين الأردنيين في الخارج وأشقاؤنا العرب الذين شاهدوا كل ما حدث، نعتذر لما وصلت إليه فئة غالبا ما تنفخ في قرب مخزوقة ولن تستفيد سوى أنها تزعج نفسها ومن حولها حتى لو تطلب الأمر قطع الأنفاس.