21.35°القدس
21.04°رام الله
19.97°الخليل
24.46°غزة
21.35° القدس
رام الله21.04°
الخليل19.97°
غزة24.46°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: 365 يومًا وهي تتفرَّج علينا

نتقدم بعدد أيام السنة "الكابوس"، وبعدد المحاصرين، والمدمرة بيوتهم، وبعدد من مثَّلتهم الحكومة، ودافعت عنهم، ووفرت لهم سبل العيش الكريم، وبعدد الذين أعادت إعمار بيوتهم، وبعدد (الكرفانات) التي وصلت إلينا وغرقت في المنخفضات الشتوية، وبعدد ساعات الوصل والقطع للتيار الكهربائي، وبعدد الصواريخ التي نزلت على غزة، والشهداء الذين ارتقوا، وبعدد أيام الحصار المر، وبعدد الغاضبين منها؛ نتقدم بالشكر الجزيل من حكومة "التوافق"، على عطائها الوافر، وعملها الدؤوب. هل كنت _أخي المواطن_ تشعر بالتهكم في أثناء قراءتك لتلك السطور؟، إذن أنت تعرف أنَّ العبارة السابقة لا محل لها من الإعراب، ولا وجود لها على أرض الواقع، وأنَّ الكاتب يفترض ما يجب أن يكون،ماذا فعلت الحكومة لـ"غزة" طيلة 365 يومًا، سوى أنَّها كانت تتفرَّج على عذاباتنا؟!، وكيف سنجد كشف حسابها بعد هذه السنة من أدائها المتميز في تكريس الانقسام، وترسيخ الحصار، وممارسة التضليل والتهميش؟! كيف يمكن أن يثق المواطن الفلسطيني في غزة حتى الفلسطيني في الضفة الغربية والشتات بهذه الحكومة، وهو يراها تتفرج علينا طيلة 51 يومًا من الحرب، لم تحرك ساكنًا، ولم تنبس ببنت شفة؟!، اعتقدنا وقتها أنَّها لن تقف مكتوفة الأيدي، وأنَّها تنتظر انتهاء الحرب حتى تغدق علينا من حبها واهتمامها، ولكنَّها خذلتنا بعدد الصواريخ التي سقطت علينا. حضرت الحكومة في المرة الأولى إلى غزة بعد أيام طويلة من الحرب؛ كي تلتقط بعضًا من الصور التذكارية لاستخدامها في مؤتمر المانحين الذي عقد في مصر، ولم تعد إلى غزة ثانية إلا على أعتاب مؤتمر دولي آخر، وبين هاتين الزيارتين رأينا الكثير من الكذب والتلفيق والتمييز والفشل. أعتقد أنَّ موقفًا واحدًا جرَّبَ فيه شعبنا هذه الحكومة كافٍ لأن ترحل، هذه الحكومة التي تفرجت علينا ونحن نُقتل، وتُدمر بيوتنا، وننزفُ حتى الشهادة، واكتفت بإرسال بعض المعونات البائسة، والبيانات الباردة، فماذا نقول في كلِّ ما فعلَتْه بنا حتى لحظة كتابة هذا المقال؟! لست في حاجة لاستعراض بعض الأرقام؛ كي نعرف أين تقع غزة من اهتمام الحكومة، وليس مهمًّا ذكر نصيب غزة في موازنة السلطة لهذا العام؛ لأن ما يصل إلى غزة الفقيرة المحاصرة هو الفتات بقايا طعام المقاطعة. لا أريد للمقال أن يثبت فشل الحكومة، فنحن نرى ونسمع ونشم فسادها وفشلها كل يوم، ولكنني أثير هنا بعضًا من الأسئلة التي تدق أدمغتنا، فتسبب لنا صداعًا مزمنًا. من الواضح أنَّ إجماعًا فلسطينيًّا تشكَّل خلال الشهور الماضية على أنَّ الحكومة لم تنجح، وأنَّه لا وجود لها في غزة، وأنَّها فاشلة، وأنها حكومة توافق تفتقر إلى أدنى درجات التوافق، والسؤال هنا: ماذا بعد؟!، ما البديل؟!، ومن الذي يتحمل مسئولية ما يحدث؟!، هل سنبقى أسرى السياسات الضيقة للحركات الفلسطينية؟!، أليس الوطن أكبر من التنظيم، وأوسع من بعض الأدمغة المستهلكة في رؤوس بعض القيادات الفلسطينية؟! إذا لم تكن فتح مسئولة عما يجري، وإذا كانت حماس تقدم مظلوميتها آناء الليل وأطراف النهار، وباقي الحركات الوطنية توزع الانتقادات والنصائح والبيانات والآراء؛ فماذا يفعل الفلسطيني في الداخل والشتات في هذه المعضلة؟ لقد كانت الحكومة _ولا تزال_ عبئًا ثقيلًا على أكتاف الشعب الفلسطيني؛ فهي الحكومة الوحيدة التي حظيت بإجماع وطني على فشلها وبؤسها، ومع ذلك تدخل عامها الثاني، وهي ترفع في وجوهنا (الكرت) الأحمر الذي رفعه الرجوب في وجه عوفر.