26.12°القدس
25.88°رام الله
24.97°الخليل
28.05°غزة
26.12° القدس
رام الله25.88°
الخليل24.97°
غزة28.05°
الأربعاء 23 يوليو 2025
4.52جنيه إسترليني
4.73دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.52
دينار أردني4.73
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.35

خبر: محاضر أرشيفية لتحركات الاحتلال بنكسة 67

كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي عن محاضر مداولات هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في الأيام التي سبقت حرب حزيران عام 1967 وخلال الحرب، التي احتلت إسرائيل خلالها الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء. وتكشف هذه المحاضر عن خطط ترحيل الفلسطينيين من الضفة، والخلاف بين القيادة السياسية والعسكرية حيال شن الحرب، واقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي حينذاك، موشيه ديان، تشكيل حكومة عربية في جزء من الضفة الغربية، والمخططات الإسرائيلية لترسيخ الاحتلال في الضفة خصوصاً. ووفقاً لهذه المحاضر، لم يستبعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، إسحق رابين، قبل نشوب الحرب، أن "يكون هناك خطر جدي على وجود إسرائيل" وأن "الحرب ستكون صعبة وشديدة وكثيرة الخسائر" في الجانب الإسرائيلي. رغم ذلك، أضاف رابين، خلال المداولات التي حضرها وزراء أيضاً، أنه بسبب جهوزية الجيش المصري في سيناء، فإن كل يوم يمر من دون هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى زيادة تحصين الجيش المصري في سيناء. "وفي حال اضطررنا إلى ضربه، فإن الأمر سيكون صعب"، وأشار إلى أن السوريين "لن يجلسوا بهدوء". وتابع رابين "أشعر، وأكثر من مجرد شعور، أن حلقة خانقة عسكرية – سياسية آخذة بالانغلاق حولنا، ولا أعتقد أن أحداً آخر غيرنا سيفتحها. وليس مسموحاً لنا الانتظار حتى نشوء وضع أصعب، إن لم يكن أكثر من ذلك، ولا أريد أن أعبر عن الأمور بشكل أكثر صراحةً، في حال لم نعمل فوراً". [title]هجوم كاسح[/title] واعتبر رابين أن الهدف المركزي هو إنزال "ضربة ساحقة" على الرئيس المصري جمال عبد الناصر، معتبراً أن من شأن ذلك إحداث تغيير في الشرق الأوسط كله. وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال مردخاي هود: إن سلاح الجو جاهز لشن غارات فوراً، وأنه لا حاجة للانتظار 24 ساعة. كذلك أيد رابين الجنرال أريئيل شارون، الذي قال إن "قوات الجيش الإسرائيلي جاهزة كما لن تكن جاهزة أبداً من حيث قدرتها على الإبادة وصد الهجوم المصري"، وادعى أن التردد والمماطلة أديا إلى "فقداننا عامل الردع الأساسي الذي كان لدينا، وهو خوف الدول العربية منا". وفي هذه الأجواء في صفوف قادة الجيش، قال رئيس حكومة إسرائيل، ليفي أشكول، خلال المداولات نفسها: "فلنفترض أننا كسرنا اليوم قوة العدو. سيتعين علينا بدءاً من الغد أن نعيد بناء قوتنا. وعندها، إذا اضطررنا أن نحارب كل عشر سنوات، فسيتعين علينا أن نفكر ما إذا كان لدينا حليف يساعدنا، أم أننا نتحدث اليوم مع الحليف ونقول له غداً: نحن نستخف بك". وعشية نشوب الحرب، في الخامس من حزيران، أبلغ سلاح الطيران الإسرائيلي قيادة الجيش بأنه شن غارات ضد قواعد سلاح الجو المصري وأصاب 180 طائرة مقاتلة على الأقل حتى الساعة 11:05. وبحسب المحاضر فإنه تقرر في مداولات بحضور ديان عدم مهاجمة سورية، لكن بعد ساعة هاجم الطيران السوري طبريا ومجدو، وفي أعقاب ذلك تقرر أن يهاجم الطيران الإسرائيلي أهدافاً في سورية وقصف أربعة مطارات عسكرية. وجاء في المحاضر أنه "تم اشتراط احتلال الضفة بالوضع في الجنوب. وفي جميع الأحوال، تقرر أن إمكانية احتلال الضفة كلها أفضل من اختراق مسار إلى جبل المشارف (في القدس الشرقية) فقط". [title]أيام الحرب[/title] وقال محضر اجتماع للجيش في اليوم الثاني للحرب: إنه "إذا كان الوصول إلى جبل المشارف سيتم في الصباح، فينبغي احتلال الضفة حتى (منطقة) قمم الجبال، ومنح إمكانية للمدنيين بالهروب"، أي ترحيل الفلسطينيين الخائفين من قوات الاحتلال الإسرائيلية. وأبلغ قائد سلاح الجو الإسرائيلي، استناداً إلى تقارير تلقاها من طياريه، بأنه يوجد "هروب شامل" للفلسطينيين باتجاه الشرق، أي الأردن. وفي ساعات مساء اليوم نفسه، أبلغ ديان قادة الجيش بالاستعداد لاقتحام البلدة القديمة في القدس. وفي اليوم التالي، 7 حزيران، أصدر ديان في الصباح الباكر أمراً بإغلاق البلدة القديمة واقتحامها، وألا تقتحم القوات المسجد الأقصى وحائط البراق. وتم تعيين شلومو لاهط حاكماً عسكرياً للمدينة. وجاء في المحضر العسكري أن حشوداً فلسطينية تنزح عن الضفة باتجاه الشرق. وقبل ظهر اليوم نفسه تلقت قيادة الجيش بلاغاً من القوات بأنها احتلت الحرم القدسي الشريف وأن القوات بالقرب من باحة البراق. وفي موازاة ذلك، وجه الجيش الإسرائيلي تهديداً إلى الأردن بأنه في حال عدم توقف القصف على القدس، فإن الطيران الإسرائيلي سيقصف عمان. لكن مقاطع من هذا المحضر فرضت عليها الرقابة العسكرية أمر حظر نشر. وبدأ الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي، 8 حزيران، يناقش خطط ترسيخ الاحتلال في الضفة الغربية، وتقرر أن يحكمها حكم عسكري، وأن تقسم إلى ست مناطق، وأن يكون الحكم العسكري خاضعاً لقائد الجبهة الوسطى في الجيش. ويتبين من المحاضر أن ديان طرح عدة أفكار حول مصير الضفة، بينها تشكيل "حكومة عربية مستقلة" في قسم من أراضي الضفة، و"توحيد القدس"، وإلغاء اتفاقيات لجنة وقف إطلاق النار التي أقرت الحدود بين إسرائيل والأردن، في العام 1949. وفي مقابل ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي شن هجماته ضد سورية. وفي فجر يوم التاسع من حزيران، أبلغت قيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي أن قواتها أصبحت موجودة عند ضفاف قناة السويس والبحر الأحمر، وأنه تم احتلال سيناء كاملة، وأن "الجيش الإسرائيلي ينتقل إلى الدفاع عن الحدود المتسعة لدولة إسرائيل، في الجنوب والشرق والشمال".