25.52°القدس
24.93°رام الله
25.53°الخليل
26.15°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل25.53°
غزة26.15°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: مشكلتنا في الإنسان لا في اللسان؟!

لا يختلف اثنان على عبقرية اللغة العربية، وعلى أنها أجمل اللغات وأعذبها، وأقدرها على تحمّل العلم والوفاء بحاجة العلماء، وأنها قضت شطرا من الزمان كانت فيه اللغة الأولى بين اللغات العالمية، حين كانت أوروبا غارقة في ظلمات الجهل والتخلف. ولا يختلف اثنان حول ما تعانيه الأمة العربية في عصرنا من تخلف وتبعية، وأن استعادة الأمة لمكانتها المفقودة، تتطلب منها أمورا كثيرة، ولكن على رأسها استعادة اللغة العربية لمنزلتها، لغة علم وفكر وحضارة، وهذا يتطلب قرارا سياسيا واضحا، من ناحية، ووعيا شعبيا تقوده النخب المثقفة. يقول أحمد شفيق الخطيب مبينا أهمية سلطة الوعي العام بأهمية التعلم والتعليم باللغة الوطنية:( في أوائل العشرينات افتتحت الجمعية اليهودية الألمانية معهد ( التخنيون) في حيفا، الذي أنشأته بأموالها وجهد خبرائها، وارتأت الجمعية جعل الألمانية لغة التدريس فيه، على اعتبار أن العبرية ليست متطورة بالقدر الكافي في حقل العلوم. فقامت الدنيا بموجات الاحتجاج وإضراب المعلمين والتلاميذ، تلاها استقالة الكثير من العاملين في المدارس الألمانية، معتبرين ذلك إهانة قومية، فهددوا، بل وأقاموا فعلا مدارس عبرية للمعتزين بلغتهم الواهنة بحسب ما أرادوا). ومن ذلك اليوم والدولة العبرية تُدرس العلوم البحتة والتجريبية، والعلوم الإنسانية، باللغة العبرية، التي كانت قد ماتت، وظلت حبيسة الكتب القديمة، والكنس اليهودية. وقد أثبتت تجربتهم على أن الوعي بأهمية اللغة الوطنية، إضافة إلى القرار السياسي والدستوري، هو المقدمة اللازمة لإزالة كل العقبات الفنية واللغوية والعلمية أمام المتعلمين، وها هي دولة العدو هي الوحيدة في العالم التي تُدرس العلوم بالعبرية، دون مشاكل تذكر. ليست مشكلة تعريب العلوم في البلاد العربية في اللسان، وإنما في الإنسان. والإنسان هنا يشمل السلطة والقرار، كما يشمل الوعي العام بأهمية اللغة الوطنية، تقول التجربة الأردنية: إن الجامعة الأردنية درست العلوم بالعربية في عام ١٩٨٠-١٩٨١م بعد تعريبها، وكانت النتيجة هبوط نسبة الرسوب بين الطلاب من ٣٥٪ إلى ٣٪ وهي نتيجة مذهلة، ومع ذلك تراجعت الجامعة الأردنية ، ولجأت إلى الانجليزية لغة للتدريس؟! هذه التجربة كسابقتها تكشف أن الخلل ليس في اللغة، وإنما في السلطة وفي قرارها السياسي، قبل أن يكون في الجامعة نفسها، أو في عملية التعريب ذاتها. لقد تبنت العديد من الدول التدريس بلغاتها الأصلية وأصبح الكثير من تلك الدول يضاهي أرقى الدول في التقدم التكنولوجي ، وحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من 19 دولة في صدارة العالم تقنياً يتراوح سكانها بين 4 ملايين إلى 291 مليون نسمة يسير فيها التعليم والبحث العلمي بلغاتها القومية، ولا توجد دولة عربية واحدة ضمن هذه الدول. ومن هذه الدول فنلندا التي يبلغ عدد سكانها (5 ملايين نسمة) ويبلغ عدد براءات الاختراعات السنوية فيها 187 براءة اختراع لكل مليون. وإيرلندا (4 ملايين نسمة ) عدد براءات الاختراع فيها 271 براءة اختراع لكل مليون. أما اليابان (128 مليون نسمة ) ففيها 974 براءة اختراع لكل مليون مواطن. وإذا قارنا هذه الأرقام بما هو الحال عليه في أكبر دولة عربية فإن هناك براءة اختراع واحدة لكل مليون نسمة؟! هذه النتائج المخيبة في بلادنا العربية ترجع في نظر الخبراء إلى أسباب عديدة، يقف على رأسها الفشل في تدريس العلوم باللغة الانجليزية، من ناحية، والعجز عن اتخاذ اللغة العربية لغة تدريس للعلوم من ناحية ثانية لغياب القرار الوطني.