25.52°القدس
24.93°رام الله
25.53°الخليل
26.15°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل25.53°
غزة26.15°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: لماذا وحيدًا؟! أين الشعب؟!

في خبر نشرته وكالة سما للأنباء يتحدث عن خشية الرئيس من الوقوف وحيدا في مواجهة المشروع الفرنسي، حيث يرجح الخبر قبول مصر والأردن بالمشروع الفرنسي؟!. من يتأمل هذا الخبر ( ولست أدري حجم مصداقيته ) يجد أن ثمة احتمالا يقول إن المشروع الفرنسي يتضمن مطالب لا يقبلها رئيس السلطة، بينما تقبلها مصر والأردن ، والدولتان هما جزء من الرباعية العربية؟! وهذا القبول يعد قبولا ضاغطا على الطرف الفلسطيني، يدفع به للقبول بتقديم تنازلات كان قد رفضها مسبقا. لذا قال الخبر في عنوانه: إن الرئيس يقف وحيدا أمام المشروع الفرنسي، الذي يجري تسويقه في الدول التي سيزورها وزير خارجية فرنسا وهي: (مصر والأردن والسعودية والسلطة، ودولة الاحتلال). إنه وبسبب هذا الإحساس صرح محمود عباس أمام قيادات فتح والسلطة أنه سيتعامل مع المشروع الفرنسي في ضوء ما يتضمنه من المطالب الفلسطينية وهي: ( دولة على حدود ١٩٦٧م، ووقف الاستيطان، وسقف زمني للمفاوضات، دون الحديث عن يهودية (إسرائيل)). السؤال الذي يثيره الخبر إذا كان الخبر صحيحا يقول : هل ثمة تباين، واختلاف، جديدان، بين موقف عباس وموقف كل من مصر والأردن؟! لماذا تقبل الدولتان المشروع الفرنسي ، دون قبول محمود عباس به أولا، ومعلوم أن السياسة المعلنة للدولتين تقوم على قبولهما بما يقبل به الفلسطيني، ورفضهما ما يرفضه الفلسطيني؟! فما الذي حطم هذه المعادلة مع المشروع الفرنسي، ولم الآن؟! لا أملك إجابة، لأن الإجابة تحتاج أولا إلى إثبات مصداقية الخبر، وأن مصر والأردن تقبلان بتنازلات لا يقبلها عباس. عند إثبات هذه القضية نبحث في الأسباب؟! إذ ربما يكون الأمر ليس كذلك ويكون الطرف الفلسطيني هو من قرر التنازل وقرر الاختفاء خلف الموقف المصري والأردني . الخبر يتحدث عن وقوف عباس وحيدا؟! ولست أدري لماذا ( وحيدا؟!)، بهذا التوصيف. وهل هو تمهيد للقبول بما قبلته مصر والأردن للخروج من الوحدة الموشحة ؟! في السياسة يرجع أصحاب الاتفاقات والمعاهدات عادة إلى شعوبهم يستفتونهم على المعاهدة، أو الاتفاقية، قبل الاعتماد النهائي لها ، وقبل التنفيذ، أو يرجعون إلى البرلمان لإقرار الاتفاقية والمصادقة عليها. ولا تلجأ الدولة إلى جهات خارجية أو أجنبية لإقرار اتفاقية تخصها وتخص شعبها. ما أود قوله إن عباس لا يقف ( وحيدا ) في مواجهة المشروع الفرنسي حين يرفضه، حتى مع قبول مصر والأردن به، لأن الشعب الفلسطيني ومؤسساته وفصائله هم أصحاب القرار، وهؤلاء يرفضون التنازل عن حقوقهم، وينازعون عباس في تنازلاته منذ أوسلو وما زالوا. لذا لا مجال لقبول مقولة إن الرئيس يقف وحيدا؟! ومن ثمة قد نتخذ هذه المقولة لتبرير القبول بسقف اتفاق متدنٍ لا يحقق أساسيات الموقف الفلسطيني. وفي الختام أقول : ثمة شيء غامض يدور في المنطقة، ويصاحب المشروع الفرنسي في ( طبيعته، وعناصره، ومكوناته، وَمَنْ أنتجه وأعده؟! وهل هي فرنسا وحدها؟! وهل شارك عباس أو غيره في عملية الإعداد؟! أم كان عباس والطرف الفلسطيني غائبين جملة وتفصيلا؟! وهل سيقدم القرار إلى مجلس الأمن كقرار ملزم ؟! وأخيرا، لماذا تقبله مصر والأردن بعيدا عن عباس ؟! وهل الخبر المنشور من أصله مقصود لذاته، أم هو تمهيد لشيء آخر يقف خلفه؟!