في وقت اعلنت فيه السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني عن عقد لقاء رابع في الـ25 من الشهر الجاري، تواصلت ردود الافعال الرافضة للقاءات عمّان التي تجمع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ومبعوث رئيس الوزراء الصهيوني "اسحق مولخو". فقد أكد خالد منصور –عضو المكتب السياسي لحزب الشعب- أن ما يجري هو مفاوضات مهما حاول البعض التلاعب بوصفها وتسميتها باللقاءات الاستكشافية، وهي تجاوز للخطوط الحمر التي أعلنها الرئيس أبو مازن والتفت حولها أطراف الحركة الوطنية واستبشرت بها جماهيرنا الفلسطينية. وشدد منصور في بيان صحفي وصل "فلسطين الآن" نسخة منها أن "لقاءات عمان تزعزع الإجماع الوطني وتثير ألف علامة استفهام حول مصداقية القيادة، وهي خضوع للامتلاءات الدولية على حساب المصالح الوطنية، وهي تعزز الموقف الصهيوني القائل بإمكانية التفاوض في ظل الاستيطان وهي تعطي إشارة للمستوطنين أن يصعدوا من هجماتهم وأنشطتهم الهادفة لتكريس الاستيطان كواقع على الأرض". وأضاف منصور: هذه المفاوضات تلقي ظلالا كثيفة على الشراكة السياسية التي من المفترض فيها أن تتحقق في اطر منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تجد كافة الأطراف أنها خارج إطار صنع القرار. وختم بالقول: إن "وقف هذه المفاوضات مطلب للغالبية من قوانا السياسية وجماهيرنا الشعبية والمطلوب من القيادة الاستجابة لهذا المطلب ودون ذلك يكون التحرك الشعبي هو السبيل لجعل القيادة تعود عن خطواتها وتوقف هذا التجاوز لما اجمع عليه الكل الوطني". [title]لا جديد حتى الآن[/title] وكان اجتماع أمس السبت 14-1-2012 بحث سبل استئناف مفاوضات التسوية المجمدة منذ أيلول 2010، فيما لم تصدر أية تصريحات رسمية عن الجانبين عقب الاجتماع. وكان مسئولون في السلطة أكدوا في وقت سابق أن "ما تحدث به الوفد الصهيوني خلال هذه الجولات لا يمكن أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات وبالتالي الكرة الآن في الملعب الصهيوني". وعقد لقاءان في عمان بين الفلسطينيين والصهاينة منذ بداية الشهر الجاري لم ينجحا في تحريك عملية التسوية المجمدة منذ أكثر من عام. يذكر أن 26 كانون الثاني هو الموعد النهائي الذي حددته اللجنة الرباعية للشرق الأوسط للسلطة والاحتلال لتقديم مقترحات جدية لاستئناف المفاوضات. [title]مضيعة للوقت[/title] من جهتها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليوم السبت السلطة الفلسطينية إلى وقف اللقاءات "الاستكشافية" مع الاحتلال الصهيوني، فيما وصفت هذه اللقاءات بأنها "مضيعة للوقت" وتصحيح لصورة الكيان المشوهة دوليا. وقال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية في بيان وصل "فلسطين الآن" نسخة عنه إن "استمرار عقد اللقاءات الفلسطينية الصهيونية بمشاركة "الرباعية الدولية"، لم تأت بجديد فى ظل تعنت الاحتلال الصهيوني وانسداد أفق المفاوضات التي أثبتت فشلها بعد أكثر من 19 عاما من المفاوضات واللقاءات العقيمة". ورأى أبو ظريفة أن اللقاءات والمفاوضات التي تصفها السلطة الفلسطينية بـ"الاستكشافية" ما هى إلا غطاء على جرائم الاحتلال الصهيوني وعدوانه واستيطانه وحصاره للشعب الفلسطينى في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة واستدراج للجانب الفلسطيني لمفاوضات حول قضايا فرعية تسميها حكومة "إسرائيل" بإجراءات بناء للثقة مثقلة بشروط سياسية. وأكد أن البديل للمفاوضات هو الدخول فى عصيان وطني شامل ضد الاحتلال الصهيوني لا ينتهى إلا بتدخل دولي لفكه وصولا إلى تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال. كما دعا القيادى فى الجبهة الديمقراطية إلى مواصلة الخطوة الفلسطينية بالتوجه لمجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية لنيل الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة، ووضع ملف الصراع الفلسطينى الصهيوني فى أروقة الأمم المتحدة كخطوة نحو انجاز الحرية والعودة والاستقلال.