23.19°القدس
22.68°رام الله
24.42°الخليل
26.65°غزة
23.19° القدس
رام الله22.68°
الخليل24.42°
غزة26.65°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: لاءات تحت الحساب

يقوم مشروع فرنسا على قاعدة إعادة الطرفين ( الفلسطيني- والإسرائيلي) إلى المفاوضات المباشرة ولا شيء بعد ذلك. الجهود الفرنسية تحلّ من خلال فابيوس محل الجهود الأمريكية التي قادها جون كيري، بعد أن لفظت جهود كيري أنفاسها الأخيرة، برفض نتنياهو لمقترحاته. وبعد تحدي نتنياهو لأوباما وسياسته بالتعاون مع الجمهوريين الذين احتفوا به في الكونجرس من وراء ظهر أوباما، وخلافا لرغبته؟! . فرنسا لا تملك سلطة أميركا، ولا ثقل البيت الأبيض في السياسة الخارجية، ومعلوم أن حكومات العدو المتعاقبة قامت على تهميش الدور الأوروبي. لقد وقفت دول أوروبا منفردة ومجتمعة في الاتحاد في الهامش لسنوات طويلة ، منذ اتفاق أوسلو الكارثي. في هذه الفترة التي قاربت العقدين لم يحدث جديد لا على سياسة حكومة العدو، ولا على السياسة الأوروبية، حتى يمكن أن نبرر بها الدور الفرنسي الجديد. لا يوجد مبرر واحد عند الطرف الفلسطيني للعودة للمفاوضات، وفرنسا لا تملك هذا المبرر لتقديمه للفلسطينيين، وجلّ ما تقدمه هو من نوع النوايا الحسنة، والمحاولة لملء الفراغ الناتج عن تراجع جهود جون كيري، لأن حالة الفراغ مسيئة وتبعث على القلق، والفوضى، في ظل توجهات جلية نحو التشدد. لماذا يعود محمود عباس للمفاوضات والمشروع الفرنسي لا يقدم له شيئا جديدا لم يقدمه جون كيري؟! هل يملك عباس إقناع الشعب الفلسطيني ومكوناته الفصائلية والسياسية بجدوى العودة؟! مسار العودة للمفاوضات مسار محكوم بالفشل قبل أن يبدأ ؟! ولو كان ثمة أمل في نجاح مشرف أو شبه مشرف لنجح جون كيري في دبلوماسيته المكوكية؟! لذا يمكن القول ونحن مطمئنون إن العودة للمفاوضات بقرار منفرد لعباس ، أو بتغطية هزيلة من اللجنة التنفيذية، أو دول عربية، هي عودة تضرنا فلسطينيا، وتضر حقوقنا، وتمنعنا من العمل الجاد في البدائل ؟! لا فائدة من العودة للمفاوضات. ولا فائدة من المشروع الفرنسي. ولا فائدة من التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار ينهي الاحتلال. في ظل هذه اللاءات الثلاثة فإن السير في الطريق الفرنسي خلافا للمنطق وللإرادة الوطنية الفلسطينية الراجحة، هو سير خلف سراب، فيه إضرار حقيقي بالعمل الفلسطيني، وفيه مصلحة لحكومة نتنياهو التي تبدو متمنعة على فرنسا للضغط عليها للحصول على مزيد من التنازلات الفلسطينية والعربية. قد يذهب بعض من يؤيدون المفاوضات، ثم المفاوضات، تحت حجة غياب البديل، إلى رفض ما أقوله في هذا المقال، لذا أتحداهم أن تجري مراكز بحث معتبرة استطلاعا للرأي، أو أن تقوم السلطة بعمل استفتاء شامل لمعرف توجهات الشعب، وعندها على عباس أن يلتزم بما يقوله الشعب في استفتاء نزيه وشفاف. الشعب عادة كان أسبق من قادته في معرفة النتائج، واستخلاص العبر من الماضي، و قراءة المستقبل، ولو التزم قادة السلطة بما يقرره الشعب، وبما يريده، ما وصلت قضيتنا الفلسطينية إلى هذا المستوى من التراجع غير المسبوق. أزمتنا الحقيقية في قادتنا لا في قضيتنا؟! إن قضيتنا أشرف وأعدل قضية معاصرة في العالم ، ولكنها لم تحظ بقيادة على مستواها ، لذا هي في تراجع دائم منذ النكسة وحتى تاريخه لا بسبب قوة عدونا، ولكن بسبب ضعف وهزال قادتنا .