14.14°القدس
13.93°رام الله
12.75°الخليل
18.97°غزة
14.14° القدس
رام الله13.93°
الخليل12.75°
غزة18.97°
الإثنين 06 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: كيف نعلم أطفالنا التوقف عن الكذب؟

مهما كانت قوانينك في البيت صارمة، فإن للعالم الخارجي قوانينه التي يعلمها لطفلك دون إرادة منك، أنت في الحقيقة لا تربين طفلك وحدك. التلفزيون يشاركك التربية، الأصدقاء والأقران المدرسة والمعلمة والمنهاج المدرسي وألعاب الفيديو. وحين يكذب طفلك عليك رغم محاولاتك تعليمه الصدق تصابين بخيبة أمل، وتشعرين أن طفلك يتسلل من خلف ظهرك ويكذب وأنك لم تربه جيداً. حسنا الخبر الجيد أن الخطأ غالبا ليس خطأك، فالأفكار السيئة والسلوك المزعج يحقن في أطفالنا حقنا خارج المنزل. الأمر الأول: يجب أن يشعر به الطفل حين يكذب هو أن الكذب لا يجدي، ليس له سلطة لا يمنحه القوة، على العكس إنه يقلل من استماع الآخرين إليه ولا أحد يصغي لكلامه. الأطفال بين سن 5-8 يمليون لإخبارك حكايات لم تحدث فيها دور بطولي لهم، مثلاً حين يبدأ كلامه بأنه سيخبرك ما حدث له أو معه، قولي له: لا هذا ليس دقيقاً قل سأخبرك حكاية تخيلتها، أو قصة ألفتها، لكن لا تقل حكاية حدثت، لأنها لم تحدث أنت تخيلتها والخيال أمر جميل. وإن أصر على استخدام كلمات توحي أن القصة واقعية، أرفضي الإصغاء إليه بلباقة، قولي له: حبيبي أنا لن أستمع للقصة ولا بابا إلا حين تبدأ البداية الصادقة. الأمر الثاني: سبب الكذب، عليك أن تعرفي أن الطفل لا يبادر للكذب، لا بد أن هناك دافع وغالبا ما يكون الدافع هو النجاة من عواقب خطأ ما. يقال إن لكل عائلة منظومة القيم وقائمة من العواقب لمخالفتها، وهذه القيم لا بد أن تكون واضحة تماماً، وأفضل قيمة تحمي أسرتك هي الوضوح، وإبعاد الخوف من المنزل بل طرده بأي قوة ممكنة. العلاقات المحكومة بالخوف محكومة بالكذب. والعلاقة التي تجعل ابنك قادرا على العودة إلى المنزل وإخبارك بما حدث معه بصدق من دون أن يخاف هي الصحية. وذلك يأتي من عدة أساليب مثل القبول بالاعتذار ودراسة الخطأ، أي الجلوس معه حين يخطئ وتوضيح ملابسات الخطأ بمحبة. والعقاب بشكل ليس عنيف لا ضرب فيها ولا شد ولا شتم ولا صراخ. العقاب يكون بالنوم باكرا بالتجاهل بالجلوس وحده في الغرفة بالحرمان من أشيائه المفضلة. الأمر الثالث: أنت تقولين لطفلك أن الكذب لا يجوز، لكن الأهم من ذلك أن عليه أن يشعر أن الكذب أمر مؤلم ويلحق بك الأذى ويلحق به الأذى وبالعائلة. لأن الشعور الوحيد الذي يردعه هو شعوره أنه يؤذي عائلته بالكذب، تعاملي مع الكذب كالشرطي مع مخالفات السرعة، الشرطي يعطي المخالفة دون نقاش وتزيد المخالفة كلما تكرر الخطأ، لكن حين يحدث وأن يقع حادث سير نتيجة السرعة لا يكترث الإنسان للمخالفة بل يمتنع عن السرعة بقية حياته. إذن لا بد من فهم الألم الناتج عن الكذب لكي يمتنع الطفل عنه. وفي الوقت نفسه توجيه عقاب رادع (ليس عنفا) المرة الأولى: اذهب إلى غرفتك حتى المساء. الثانية: سآخذ الآيباد 24 ساعة. الثالثة: سآخذ الآيباد 48 ساعة. المرة الثالثة شهر وممنوع التلفزيون يومين. الأمر الأخير: كافئي الصدق. إذا كنت ستشعرين ابنك أن الكذب لا قوة له ولن يمنحه سلطة، فعليك أن تفعلي العكس مع الصدق، أن تكافئيه عليه، أن تشعريه بقيمة الصراحة والنـزاهة. قولي مثلا: لا بد أن الأمر كان صعبا عليك حبيبي أن تخبرني بما حدث لك بكل صدق، وأنا سعيدة لأنك اخترت قول الصدق رغم أنك ارتكبت خطأ، قولك الصدق يجعلني لا أعاقبك على خطأك".