في وقت تدعي فيه السلطة في رام الله أن الاعتقالات التي تنفذها أجهزتها الأمنية بحق المحسوبين على حركة "حماس" وبقية فصائل المقاومة تأتي لوضع حد للفوضى، ومنع الانفلات الأمني ومحاربة ظاهرة السلاح غير الشرعي وغير المرخص، تغض هي ذاتها الطرف عن سلوكيات فجة ومعيبة للمحسوبين عليها وعلى حركة "فتح".

فقد تحولت مدينة نابلس مساء أمس الاثنين إلى ما يشبه "ساحة حرب"، بعد أن دوى فيها صوت إطلاق النار والرصاص الغزير لاكثر من ساعتين، ما دفع بالعشرات عل موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" للتساؤل عن السبب، الذي لم يكن سوى أن أسيرا فتحاويا هو زكي أنيس خرج من السجن بعد اعتقال لخمس سنوات، وأن العشرات من رفاقه رحبوا به على طريقتهم الخاصة.

غير أن هذا االسلوك لم يرق للكثيرين، حتى من المقربين من "فتح" والسلطة، الذين عابوا على تنظيمهم وسلطتهم والأجهزة الأمنية حالة الصمت تجاه هذا الخرق الكبير، ووقفوهم عاجزين أمام المسلحين والملثمين الذي أزعجوا الكبير، وقضوا مضاجع النائمين وأدخلوا الرعب إلى قلوب الأطفال والنساء.

ليس هذا وحسب، بل تساءلوا، أين يختفي هؤلاء المسلحون وهذا السلاح والرصاص عندما تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي بصورة شبه يومية مدينة نابلس!!.. لماذا يختبئون وقتها!!، ولا يُظهرون قوتهم ويستعرضون عضلاتهم إلا أمام العزل فقط؟.

 

هدية للأسير!!

القيادي في حركة فتح ومدير داخلية نابلس الأسبق اللواء عبد الإله الاتيرة كتب قائلا "كل الحب والحمدلله على سلامة الأسير البطل زكي الأنيس،، لكن كم الرصاص الذي اطلق في الهواء زاد كثيرا --لو جمعنا ثمن الرصاص الذي أُطلق، وأهديناه للأسير المحرر لكان افضل بكثير".

وتابع "اعلموا أن تحية الشهيد في كل جيوش الدنيا فقط 21 طلقة.. لنفكر سويا لحل مثل هذه العادات".

وعلق أخر قائلا "نقدر تضحيات الأسير، لكن ليس هذا هو الأسلوب الصحيح.. أليست أسرة الأسير احق بهذا المال الذي تم تبذره في السماء بلا فائدة، لا بل بضرر كبير".

وأضاف "آن الأوان أن نبدأ بمراجعة عاداتنا لتحويلها بالاتجاه الايجابي وننمي ثقافة مقاومة حقيقية منها..".

 

رصاص طائش

وكتب مواطن على صفحته بعد أن أرفق المنشور بصورة لمجموعة من المسلحين، "كنت في البلد القديمة،، والله مهازل من يحملون السلاح أولاد في مقتبل العمر وملثمين ويطلقون النار بشكل شبه أفقي أو أمامي، والله ستر كان أحدهم على وشك يقتل يلي أمامه ... ألوف من الرصاصات تم اطلاقها في الهواء".

 

وزاد "السؤال الذي يطرح نفسه من دفع ثمنها ثلاث ساعات من اطلاق النار؟ الطلقة بخمسة شواكل أقل تعديل من أين لكم هذا ... معظم الأسلحة جديدة مع مناظير ومساند من أين؟ البندقيه ثمنها يتجاوز 60 الف شيكل".

رد عليه صديق له، "أيش يعني أسير فك ربنا أسره ... هو الترحيب به بس بإطلاق النار.. أهذا هو سلاح المقاومة أم سلاح احتفالات بكفي مسخرة .. بكفي استهتار، أين انتم يا أصحاب القرار والمسؤولية؟؟".

 

يختبئون في مقراتهم

لكن المحسوبين على "حماس" أو الرافضين لنهج السلطة والأجهزة الامنية، فوجدوا بما حدث في نابلس فرصة ليفرغوا عن الكبت الذي يتعرضون له، خاصة في ظل حالة القمع الشديدة التي تمارسها السلطة و "فتح" بحقهم.

يقول أحدهم "وينك يا عدنان الضميري تيجي تشوف.. على حساب لن تسمحوا بالفوضى.. بس للأمانة هاي مش فوضى، هاي مصيبة كبيرة حلت على رأسنا من يوم ما اجيتوا".

ورد عليه أخر مضيفا "بتلاقي هدول المسلحين يا إما زعران مش قادرتلهم السلطة، او منهم وفيهم يعني وقائي ومخابرات.. ما بستبعد اي شيء عليهم، إلا انهم حاملين هذا السلاح ضد اليهود"، وأنهى تعليقه بضحكة ساخرة.

وعلقت زوجة أسير محرر قائلة "يوم ما خرج زوجي اجا الوقائي ونزّل رايات حماس، وهددونا إذا بنعمل حفلة استقبال.. وفوق هذا كله استنوه على الحاجز وكان بدهم يخطفوه لولا أنه صرنا نصيح عليهم .. بس تعالوا وشوفوا كيف ساكتين على هدول المسلحين اللي عبوا الدنيا طخ وعربدة".