لعلَّ جاري باسمه الحقيقي "عْقَابْ" قد أخذ شهرة كبيرة على مستوى محافظة خانيونس، فعلى باب محله يافطة كبيرة كُتِبَ عليها "عْقابْ للدَّمار والعَمارْ"، ويقصد في دماره وعماره هو هدم البيوت القديمة وبناء الجديدة..
بعد سنة تماماً دخلت الدفعة الأولى من مواد البناء لإعمار ما دمرته الحرب على غزة، ويعلم الله متى ستكون الدفعة الثانية؟؟ فقد قرأت تقريراً صدر عن أحد المؤسسات المانحة في أول التسعينات، يتضمن مبالغ مالية لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى عام 1987-أي بعد سنوات طويلة- ، وقد ذكر خليل نخلة في كتابه "أسطورة التنمية في فلسطين" عن إعادة إعمار ما دمره الاحتلال مرات عديدة، ولكن ذلك لم يتحقق!! وهل تعلم أن بيوت هدِّمت منذ حرب 2008 لم يعاد إعمارها إلى الآن !
المانحون بمؤسساتهم ووسائلهم لا يختلفون كثيراً عن جاري "عقاب"، فلو أنهم أبدلوا يافطاتهم "للدمار والعمار" لكن خيراً لهم، فلن يسألهم أحد أين ذهبت الفلوس أو من أين؟ وما نسبة الربح عليها؟ وكم تكلف المصاريف الإدارة والتشغيلية من مبالغ الدعم؟ وهل وصل الدعم للأهالي فعلا؟ كيف وصل؟
اشتركت في مبادرة جريئة ضمن مشروع اسمه "مراقبة الدعم الدولي" وكان دوري ضمن مجموعة من الصحفيين لتغطية مجموعة من القصص لمستحقي المساعدة وهل وصلت فعلاً أم لم تصل؟ كثير من المشاريع دمِّرت ومن البيوت ومعظمها لم تقم لها قائمة بعد!!