30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
31.71°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة31.71°
الخميس 10 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

في عدوان 2014

خبر: العفو الدولية: أدلة قاطعة على ارتكاب "إسرائيل" جرائم حرب برفح

في تقرير مشترك من إعداد منظمة العفو الدولية وفريق البحث المعني بمشروع  "فورنسيك آركتكتشر" (بنية الأدلة الجنائية) يصدر اليوم، نُشرت أدلة جديدة تُظهر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية ارتكبت جرائم حرب انتقاماً لوقوع أحد جنودها في الأسر.

وتتضمن الأدلة تحليلاً مفصلاً لكمٍ هائلٍ من المواد متعددة الوسائط، وتشير إلى وجود نمط منهجي ومتعمد على ما يظهر تتسم به الهجمات الجوية والبرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد 135 مدنيا، بما يجعلها ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية أيضاً.

ويورد التقرير المنشور على الشبكة بعنوان "يوم الجمعة الأسود: مجزرة في رفح أثناء نزاع إسرائيل/ غزة 2014" تقنيات تحقيق متطورة وتحليلاً ريادياً من إعداد فريق مشروع "فورنسيك آركتكتشر" في غولدزسميث بجامعة لندن.

وبهذه المناسبة، قال مدير برنامج لاشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، فيليب لوثر: "ثمة أدلة قوية تشير إلى ارتكاب إسرائيل جرائم حرب عندما قامت بتكثيف قصفها بلا هوادة على المناطق السكنية في رفح بغية إحباط عملية أسر الملازم هادار غولدين، وهو ما أظهر على نحو صادم عدم اكتراثها بأرواح المدنيين.  فلقد شنت القوات الإسرائيلية هجمات غير متناسبة وغير ذلك من الهجمات العشوائية وتقاعست كلياً عن التحقيق فيها بشكل مستقل".

وأضاف لوثر قائلاً: "يوجه التقرير دعوة عاجلة لا يمكن تجاهلها من أجل تحقيق العدالة.  إذ يوفر التحليل المشترك لمئات الصور ولقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية وتلك الملتقطة بالأقمار الصناعية وإفادات شهود العيان أدلة دامغةً على ارتكاب القوات الإسرائيلية لانتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي لا مفر من إجراء تحقيقات بشأنها".

ولقد عُرض الكم الهائل من ألأدلة التي تم جمعها على خبراء عسكريين وغيرهم من المتتخصصين قبل أن يُصار إلى تجميعها معاً ضمن تسلسل زمني بغية إعداد رواية زمنية ومكانية للأحداث اعتباراً من 1 أغسطس/ آب، أي عندما عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تطبيق إجراء جدلي وسري يُعرف باسم "توجيه هنيبعل" عقب وقوع الملازم هادار غولدين في الأسر.

وبموجب مقتضيات "توجيه هنيبعل"، فبوسع قوات الاحتلال الرد على وقوع أحد جنودها في الأسر باستخدام نيران كثيفة على الرغم من خطر ذلك على حياة الجندي الأسير أو المدنيين في محيط مكان العملية.  وكما يبرهن التقرير الحالي، فلقد أدى تطبيق مقتضيات هذا التوجيه إلى الإيعاز بشن هجمات غير مشروعة على المدنيين.

وقال فيليب لوثر: "عقب وقوع الملازم هادار غولدين في الأسر، يظهر أن القوات الإسرائيلية قد ضربت قواعد الاشتباك بعرض الحائط وآثرت الأخذ بسياسة التحول من اللين إلى الشدة التي تنطوي على تبعات مدمرة للمدنيين. وكان الهدف من هذا التحول إفشال عملية أسر الملازم بأي ثمن مع إهمال كامل لواجبها المتمثل باتخاذ احتياطات لتفادي وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين.  فلقد تعرضت مناطق بأكملها في رفح لقصف عنيف دون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية بما في ذلك بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية".

وتشير ضراوة الهجمات التي استمرت حتى بعد الإعلان رسمياً عن مقتل غولدين في 2 أغسطس/ آب إلى أنه من المحتمل أن تكون قوات الاحتلال الإسرائيلية قد تصرفت بدافع من الرغبة بمعاقبة سكان رفح انتقاماً لوقوع الملازم في الأسر.

قصف عنيف

تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار قبيل وقوع الملازم غوليدن في الأسر بوقت قصير يوم 1 أغسطس/ آب 2014، وهو ما حمل الكثير من المدنيين على العودة إلى منازلهم اعتقاداً منهم أنهم قد أصبحوا في مأمن حينها.

 وبدأ القصف العنيف والمستمر دون سابق إنذار وأثناء وجود أعداد غفيرة من الناس في الشوارع ليصبح الكثير منهم أهدافاً للقصف لا سيما أولئك منهم الذين كانوا يستقلون المركبات.  وعليه، فلقد أُطلق على ذلك اليوم في رفح اسم "يوم الجمعة الأسود".

وتصف إفادات شهود العيان مشاهد مروعة للفوضى والرعب تحت جحيم نيران الطائرات المقاتلة من طراز (ف-16) والطائرات بدون طيار والمدفعية التي انهمرت قذائفها على الشوارع لتصيب المدنيين الراجلين والركاب وسيارات الإسعاف التي كانت تنهمك في إخلاء الجرحى.

ووصف أحد شهود العيان الهجمات ذلك اليوم على أنها محاولة لسحق المدنيين في رفح وشبّه الهجوم "بآلة مخصصة لفرم لحم الناس دون أدنى رحمة".

تقطة بالأقمار الصناعية التي تم تحليلها لأغراض إعداد التقرير الحالي وجود حفر وأضرار تشير إلى تعرض المستشفيات وسيارات الإسعاف للهجوم بشكل متكرر أثناء الاعتداء على رفح، فيما يشكل انتهاكاً لأحكام القانون الدولي.

ووصف أحد الأطباء كيف هُرع المرضى مذعورين للفرار من مستشفى أبو يوسف النجار عقب تصعيد كثافة الهجمات على المنطقة.   واقتضى الأمر إخراج بعضهم وهم على أسرّة المستشفى وأنابيب المغذي لا زالت تتدلي من أذرعهم.  واضطُر فتى يافع إلى التحامل على نفسه والزحف على الأرض وساقه في الجبيرة من أجل مغادرة المستشفى.

وأُصيبت إحدى سيارات الإسعاف بصاروخ أُطلق من إحدى الطائرات بدون طيار لتأتي النيران عليها وتحرق من فيها من مسعفين وشيخ جريح وامرأة وثلاثة أطفال كانت تقلهم.  وقال المسعف جابر الدرابية الذي وصل إلى عين المكان أنه شاهد البقايا المتفحمة لجثث القتلى "دون سيقان أو أذرع ... وقد تفحمت بشدة".  وبشكل مأساوي قُدر لجابر أن يكتشف لاحقاً أن ابنه كان بين قتلى ركاب سيارة الإسعاف تلك حيث كان يعمل متطوعاً ضمن طواقم المسعفين.

وقال فيليب لوثر: "باستهدافه سيارات الإسعاف وقصف المناطق القريبة من المستشفيات، أظهر الجيش الإسرائيلي استهتاره الصارخ بقوانين الحرب.  إذ يرقى تعمد استهداف المرافق والمنشآت الصحية والطواقم الطبية إلى مصاف جرائم الحرب".