تقول الحكاية إن جحا ضرب مسمارا على جدار جاره ورمى بالمطرقة على باب جاره اﻵخر، خرج جاره ورأى المسمار وما أحدثه من خدوش على جداره ورأى المطرقة على باب الجار اﻵخر فأسرع ينتقم منه فضرب نافذة جاره بالمطرقة وإذ بالزجاج يتطاير وينثر أمام بضعة من بيوت القرية، وأخذ الجميع يتبادلون الاتهامات والقتال والنزاع، كلٌ يحمل أسلحته البسيطة!
لكن جحا أرسل لهم بعض الأسلحة على أجنحة بعض حمام السلام ترميها لهم بمحبة الجار والشقيق الصديق، فرحوا بهدايا جحا واتقنوا استعمالها.
امتد الشجار وكبر الصراع، وتهجر بعض السكان من بيوتهم، ونزحوا لبيوت أخرى أو قرى أخرى قريبة، فقام جحا وقدم مساعدات نقدية لبناء مخيمات وملاجئ لهم، وتقديم يد العون والمساعدة لسد الجوع!
وعندما كبر أبناء بعض المشردين وكونوا عصابة، قام جحا بدعم العصابة وتقديم المساعدات والخدمات لها لتقوم بعملها بالانتقام ممن شردها! وعندما علا صوت العصابة وفردت سيطرتها على المنطقة ، قرر جحا التخلص منها، وذلك بجعلها عصابة ارهابية وتحويل منطقة القتال ضدها للتخلص منها!
هذا ما نعيشه نحن كل يوم مع جحا، دون أن ندرك ان جحا هو العدو الاكبر، وليس أحد آخر، بانتظار ان يقوم جحا بشراء بيوت وأراضي المهجرين، بل لعله لن يشتريها بل سيأخذها فوق البيعة؟!!
