24.45°القدس
24.77°رام الله
23.3°الخليل
27.78°غزة
24.45° القدس
رام الله24.77°
الخليل23.3°
غزة27.78°
الأربعاء 09 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

لــ "فلسطين الآن"

خبر: أم هيثم البطاط تروي تفاصيل اعتقالها

لم تتوقع سهام علي عيسى البطاط أنها ستمضي باقي عدتها لوفاة زوجها في السجن الإسرائيلي، ولم يخطر ببالها أيضا أن بداية شهر رمضان المبارك ستكون أيامه في أقبية التحقيق، وبين جدران السجن، ولم تستطع سنوات عمرها الخمسة والخمسين أن تشفع لها عند أناس نزعت الرحمة والإنسانية من قلوبهم

.

"فلسطين الآن" حاورت أم هيثم البطاط، وسألتها عن تجربة اعتقالها، فقالت:" في فجر 21/6/2015م الموافق لليوم الثالث من شهر رمضان اقتحم جنود الاحتلال البيت بهمجية ودون فتح الأبواب لهم دخلوا، فتشوا المنزل وقلبوه رأسا على عقب ، ثم قيدوني واقتادوني للآلية العسكرية الخاصة بالاعتقالات"

.

وتضيف أم هيثم : " استمر الجنود بكيل الشتائم بي من بلدتي الظاهرية وحتى وصلنا إلي مستوطنة كريات أربع شرق الخليل، حيث نقلت مباشرة إلى سجن عسقلان، وصلت هناك في الساعة الثامنة صباحا تقريبا، وأدخلت مباشرة لأقبية التحقيق ومن هنا بدأ العذاب الفعلي"

.

تكمل أم هيثم بابتسامتها التي ما استطاعت تغطية  غصتها:" كانت 24 يوما هي  أصعب أيام عمري ، كانت جلسات التحقيق معي تستمر من 16 إلى 18 ساعة يوميا، وكنت أتعرض للشبح طوال ذلك الوقت، فيما تولى التحقيق معي أربعة إلى خمسة محققين على الأقل يوميا، وكلما سمح لي المحققون بالراحة في زنزانتي العفنة ذات الرائحة الكريهة والممتلئة بالحشرات، يبدأ الحراس بالطرق على باب الزنزانة ، وكيل الشتائم لي من جديد لحين انتهاء وقت الاستراحة ".

 

تكمل أم هيثم : " تفنن المحققون في الكذب علي ، فمرة يخبرونني بان والدي قد توفي ، ومرة أخرى يحاولون كسر عزيمتي بادعاء تعريض ابني الوحيد هيثم للتعذيب ، وهو المعتقل لديهم منذ أكثر من 10 سنوات والمحكوم بالمؤبدات ، لم التق هيثم ، إلا أنهم اروني إياه من نافذة صغيرة وهو قيد التحقيق، صرخت بأعلى صوتي لأناديه ، لكنه لم يسمع، أغلق ساعتها لمحققون فمي بقوة لأصمت ، فأغمي علي ، ولا ادري كم بقيت فاقدة للوعي".

 

أما عن التهمة الموجهة إليها، قالت أم هيثم :" وجه لي المحققون تهمة الاتصال بجهات معادية، والتواصل مع أسرى محررين في غزة".

 

تتلعثم الكلمات في حلق أم هيثم وهي تصف عربة نقل الأسرى من زنازين تحقيق سجن عسقلان إلى سجن هشارون، والتي تعرف اصطلاحا بـ " البوسطة " ، فهي حسب وصف أم هيثم " عربة شبح متنقلة "

.

وصلت أم هيثم لسجن هشارون حيث تحتجر الأسيرات الفلسطينيات، 26 أسيرة كن في استقبالها، و هو مجموع الأسيرات القابعات حاليا في السجن ، واللواتي يحتجزن في ظروف من  أسوأ ظروف الاعتقال البشرية".

 

أمضيت أيامي المعدودات هناك، تقول أم هيثم، لكنني تركت خلفي من أوصينني بإيصال صوتهن للجهات المختصة ، فهن يردن الحرية والحرية فقط، وهن الأحق بالإفراج عنهن أولا ومن ثم التفاوض للإفراج عن الأسرى الرجال".

 

خرجت أم هيثم البطاط من السجن، وبقي هيثم خلفها أسيرا، وهو الذي رأته من بعيد ولم تستطع احتضانه ولم يستطع تقبيل رأسها، خرجت من السجن كما دخلته، أبية عزيزة، لم ينل الاحتلال من عزيمتها، ولم ترهقها ساعات التحقيق الطويلة، خرجت أم هيثم وتركت خلفها 26 أسيرة وآلاف الأسرى ، لا يملكون إلا حلم الحرية القريب.