"لم يقتل أبناؤنا الطفل علي دوابشة ، ولم يحرقوا أراضي نابلس ولم يقتلوا ليث الخالدي فلماذا يمدد الوقائي اعتقالهم؟!"، بهذه الكلمات بدأت أم عبد القادر شاهين من الخليل حديثها لـ "فلسطين الآن" مستنكرة تمديد اعتقال ابنها لدى مخابرات الخليل لخمسة عشر يوما جديدة، في مسلسل اعتقالات متكرر ومؤقت مستمر منذ أكثر من عام كانت سياسة "الباب الدوار" هي سيدة الموقف فيه .
وأضافت أم عبد القادر حديثها، وقد اكتست كلماتها بالألم، فتقول : " بدأ مشوار ابني الاعتقالي منذ عام ونيف ، حيث اعتقل لأول مرة عند الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 26/3/2014، وبعد تحقيق قاس في زنازين عسقلان استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، حكم عليه بالسجن لثلاثة أشهر ونصف بتهمة المشاركة في الكتلة الإسلامية بجامعة بوليتكنك فلسطين، حيث يدرس هندسة الطاقة ، وأمضى باقي فترة اعتقاله في سجن عوفر ".
تكمل أم عبد القادر :" وفي شهر كانون أول من ذات العام بدأ رحلة جديدة من العذاب مع أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث اعتقله جهاز المخابرات لمدة 9 أيام ، و جرى التحقيق معه عن مشاركته في الكتلة الإسلامية أيضا ، إلا أن التهمة كانت أمام القضاء " سب مقامات عليا"، وتمت تبرئته من التهمة وأفرج عنها بكفالة مع استمرار استدعائه لمراجعة المخابرات مرة كل أسبوعين على الأقل ".
لم ينته المشوار بعد تقول أم عبد القادر، فبعد حوالي شهرين من الإفراج عنه وتحديدا في شهر شباط من العام 2015م، اعتقل مرة أخرى لدى جهاز المخابرات، ومكث عندهم لثلاثة أيام تعرض فيها للضرب والتعذيب كما الاعتقال الأول عند المخابرات، وتمت تبرئته من جديد وأفرج عنه".
لم يدم استقراره بدراسته كثيرا، فقد باغت الأمن الوقائي هذه المرة أحلامه بإنهاء الفصل الصيفي في الجامعة ، وقضى على طموحه باجتياز دورة علمية متخصصة كان قد التحق بها، وذلك حين اعتقله في العشر الأواخر من رمضان، ليفرج عنه قبيل عيد الفطر".
للحكاية بقية تكملها أم عبد القادر، فابنها أعيد اعتقاله على يد جهاز المخابرات يوم 30/7/2015م من محل والده، حين اقتحم أفراد من المخابرات المحل ، وفتشوه وصادروا جهاز حاسوب خاص بعبد القادر وهاتفه النقال قبل اعتقاله".
تضيف أم عبد القادر:" عقدت يوم الأحد 2/8/2015م جلسة محاكمة لابني، ولطلاب آخرين من نفس جامعته وهم : منير دوفش ومجاهد طافش ومؤمن القواسمي ، وأصدرت المحكمة حكما بتمديد اعتقالهم جميعا لخمسة عشر يوما إضافية، إلا مؤمن القواسمي حيث تم تمديد اعتقاله لأربعة أيام".
لا تعرف أم عبد القادر شاهين متى سيفرج عن ابنها ابن العشرين ربيعا، ولا حتى متى سيخرج من الدائرة المغلقة التي يدور فيها منذ عام ما بين سجون الاحتلال والوقائي والمخابرات، لكنها تدرك تماما أن عمر ابنها يُسرق زورا وبهتانا دون اثم يقترف أو جريمة ترتكب، وتعرف أن مستقبل ابنها ودراسته الجامعية مهددتان بخطر شديد طالما أصرت أجهزة امن السلطة على تكرار اعتقال ابنها في كل موعد امتحانات.
هي صرخة أطلقتها أم عبد القادر، وتطلقها معها أمهات وزوجات جميع المعتقلين السياسيين كل يوم ، أن لا ذنب لأبنائنا ليعتقلوا عليه، أطلقوا سراحهم قبل أن يتشح مستقبلهم بالسواد.