على "عكازيه" الصغيرين يتنقل الطفل الذي لم يتجاوز عامه السادس عشر مع أقرانه بين محاضراته التدريبية في مخيمات طلائع التحرير ، يستند عليهما بعزيمة قوية ويتحرك بهما بكل همة تفوق مشاق التدريب وعجز الإعاقة.
ففي أحد المواقع التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة يشارك أمير إبراهيم مشاوخ في مخيمات طلائع التحرير رغم إصابته بهشاشة العظام الذي يسبب له إعاقة في كلتا قدميه.
الطفل "مشاوخ" لم تزده الإعاقة التي لازمته منذ ولادته إلا إصرارًا على المشاركة في المخيم للمرة الثانية على التوالي ، فهو يدبر كل أموره بـ"عكازيه" المصنوعين من الألمنيوم الذي تأقلم معهما وأصبحا جزءً من حياته.
همةٌ قدوتها الياسين
"عادي الشيخ أحمد ياسين كان على كرسي متحرك ، وهناك مجاهدين أقدامهم مقطوعة" ، بهذه الكلمات أجاب مشاوخ على سؤال لوكالة "فلسطين الآن" عن إصراره على المشاركة رغم إعاقته وصعوبة التدريبات في طلائع التحرير.
ويوضح "مشاوخ" الذي يسكن في حي تل السلطان غرب مدينة رفح أنه يمارس أغلب التمارين الموكلة إلى الطلاب ما عدا التي تتطلب عدوًا وجريًا ، معتبرًا نفسه كأي طالب موجود ضمن المخيم.
ويؤكد الطفل أنه يمارس حياته وأنشطته اليومية بصورة طبيعية ، فهو يذهب إلى مدرسته لتلقي العلم ويتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة ويلتحق كذلك بأحد مراكز تحفيظ القرآن ويرفه عن نفسه مع عائلته وأصدقائه.
يقول:"أمارس السباحة على شاطئ البحر برفقة أصدقائي وأفراد عائلتي في أجواء يسودها الفرح والمزاح" ، مشيرًا أن هذا الشعور بأنه كأي فرد في المجتمع بفضل اهتمام العائلة والمدرسة والأصدقاء.
في الطلائع
تارة يقف بعكازيه بين أقرانه في أحد الفصائل الموزعة في المخيم يتعلم مهارات المشاة ، وتارة يجلس في محاضرات التعامل مع السلاح والدفاع المدني والإسعافات ، وتارة يحمل سلاحه الخشبي يصوب به يمينًا وشمالًا ، يحبه ويتمنى أن يمتلكه حقيقة في صفوف المجاهدين ، هكذا بدا مشاوخ في مخيمه.
وخلال حديثه لـ"فلسطين الآن" قال:"أنا موجود هنا لأتدرب وأتعلم علم ينفعنا حتى إن أكرمنا الله بالجهاد يكون عنا علم ومعرفة" , معتبرًا أنه يستغل وقته خلال الإجازة بالشيء المفيد النافع بدل إضاعته في أي أمر آخر.
يذكر شقيق الطفل سقط خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012م وهو طفل ابن العامين والنصف، من أعلى بيتهم بسبب قصف الاحتلال لمنزل مجاور لهم مما أدى إلى استشهاده ، ما جعل ذلك دافعًا له لتعلم مهارات السلاح لينتقم من الاحتلال الذي قتل شقيقه.
في يديه اليمنى يرتدي أمير ساعة بلون "جيشي" تمامًا كلون بنطاله العسكري ، حيث اشتراها قبل المخيم بأيام استعدادًا له ، كما لم يخفِ آماله في أن يكون مجاهدًا في صفوف القسام وأمنياته أن يقدم شيئًا لشعبه ، وقال:"أريد أن أكون مجاهدًا حتى نحرر الأسرى والمسرى".
وختم حديثه بقوله:"أنصح كل الشباب والجيل أن يشارك في مخيمات طلائع التحرير ، واستغلال أوقاتهم فيما هو نافع ومفيد" ، مؤكدًا عزمه على المشاركة في مخيمات طلائع التحرير في السنوات القادمة.