لم يكن صدفة مقاطعة ثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع الطارئ للقيادة، الذي عقد مساء الجمعة (31/7)، بمقر المقاطعة في مدينة رام الله، برئاسة محمود عباس بعد سويعات من جريمة حرق الرضيع علي دوابشة بنابلس، أو خارج السياق، بل تكشف عن خلاف عميق في إدارة الشأن الوطني الفلسطيني.
فالمعلومات التي حصل عليها مراسل "فلسطين الآن" تشير إلى أن الخطوة التي اتخذها كلا من عبد الرحيم ملوح (ممثل الجبهة الشعبية)، وتيسير خالد (ممثلًا عن الجبهة الديمقراطية)، وصالح رأفت (ممثل حزب فدا)، بالامتناع عن تلبية دعوة الرئيس عباس لاجتماع القيادة الفلسطينية الطارئ، جاء اعتراضا منهم على تكرار قيام عباس بدعوة الأطر القيادية في حركة فتح، وشخصيات أخرى من غير أعضاء التنفيذية، للمشاركة في هكذا اجتماعات.
وقال مصدر في الجبهة الشعبية إن "عباس حتى يضمن أن يحوز موقفه على أكبر عدد ممكن من الأصوات حال طرحه للتصويت، فإنه يدعو أعضاء في مركزية فتح وشخصيات عامة مقربة منه ومن تنظيمه لحضور تلك الاجتماعات، وهذا أمر مخالف لما تم التوافق عليه منذ سنوات طويلة بأن القيادة الفلسطينية تتشكل من أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني، والأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية المختلفة ومنها حركتا حماس والجهاد الإسلامي".
وتابع: "لا نعترض على وجود قيادات من فتح في المنظمة، كصائب عريقات على سبيل الذي يشغل منصب عضو في اللجنة التنفيذية إضافة لمركزية فتح، لكن أن يحضر غالبية أعضاء المركزية فتح وفي بعض الاحيان أمناء سر الأقاليم وقيادات أمنية متقاعدين وغيرهم.. فهذا أمر مرفوض، ويحدث خللا مقصودا في التوازن بين مختلف الأطراف المشاركة ويرجح زورا وبهتانا كفة ميزان جماعة الرئيس".
وشدد على رفض أي تشكيل آخر، منوهًا إلى أن "الأمور في منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تدار بالديمقراطية التوافقية، وليس بتجارب لا طعم لها"، في إشارةٍ ضمنية منه إلى استفراد الرئيس عباس بالقرار السياسي.
خلل كبير
بدوره، قال القيادي في الجبهة الديموقراطية لمنظمة التحرير تيسير خالد إن "الاجتماع الذي دعا له الرئيس عباس وجرى عقده الجمعة الماضي لم يكن اجتماعا لقيادة منظمة التحرير كما قيل، إنما كان اجتماعا إطاريا لعدد من الشخصيات وممثلي الفصائل وحضره أكثر من 50 شخصية".
وشدد خالد على أن إدارة الشأن الوطني الفلسطيني في منظمة التحرير يعتريه خلل كبير يتطلب مراجعة سريعة للسير قدما في وضع المنظمة ودورها القيادي في اتجاهه الصحيح.
ويشير القيادي اليساري إلى أن "الكثير مما ينبغي عمله من أجل تصويب أوضاع المنظمة ومؤسساتها وهيئاتها القيادية، وتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها وقيادة نضال الشعب نحو الانتصار"، كما قال.
وتساءل خالد "من هي القيادة الفلسطينية التي نتحدث عنها؟ هل هي الهيئة التنفيذية؟ أم المجلس المركزي؟ أم الهيئات القيادية برمتها؟، الاجتماع الذي تم كان اجتماعا اطاريا وليس قياديا".
ويواصل رئيس السلطة وحركة فتح الإطاحة بأصدقاء الأمس ورفقاء المسار التفاوضي، في مشهد يؤكد أنّ حركة فتح والسلطة تعيش أزمات وانشقاقات كبيرة.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه، أخر ضحاياه، إذ أقاله عباس من منصبه بقرار ذاتي منه، ونصبّ مكانه صائب عريقات.