15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
19.12°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة19.12°
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.06دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.78يورو
3.59دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.06
جنيه مصري0.07
يورو3.78
دولار أمريكي3.59

المغتصبون يستوطنون في جوارها..

خبر: أم وسام .. حكاية امرأة مقاومة من قلب الخليل

على تلة صغيرة تشرف على وسط مدينة الخليل، تسكن عائلة هناء أبو هيكل، التي باتت عنوان صمود وثبات لأهالي المحافظة، كونها تقاوم المستوطنين الذين لا يبعدون عن منزلها أكثر من خمسة أمتار، باتوا مثالا في "سوء الجوار" . أبو هيكل التي ورثت المنزل عن والدها تقطن برفقة أسرتها، وتمنعها سلطات الاحتلال من سلوك الطريق الرئيسي الموصل لمنزلها بحجة "أمن المستوطنين"، عدا عروض البيع المغرية واعتداءات متواصلة على مدار الساعة على منزلها وأسرتها وجيرانها، هدفها ترحيلهم وضم ما تبقى للمستوطنة التي باتت حدودها ملاصقة لمنازلهم . وتستذكر أبو هيكل في حديث لـ"فلسطين الآن" أن المستوطنة بدأ بنائها عام 1984 بعدما قامت مجموعة من المستوطنين بالإقامة في إحدى قطع الأراضي بحجة أنها ملك لـ"حارس أملاك الغائبين"، ومن يومها بدأ مسلسل التعذيب . وتضيف :" عرضوا على والدي رحمه الله شيك مفتوح بما يطلب من مبالغ مقابل بيع أرضه ومنزله لكنه رفض ذلك، وبعد وفاته عرضوا علي في منزلي عام 1996م مبلغ قدره 20 مليون دولار ومنح جنسيات أجنبية لعائلتي مقابل الرحيل، لكني رفضت ومن يومها وحتى الآن أدفع ثمن كلمة لا " . وتسرد في حديثها أن الاعتداءات والمضايقات زادت بشكل كبير مع بداية عام 2000م عقب عملية وادي النصارى، حيث منعت من الوصول لمنزلها، واضطرت لسلوك طرق ترابية، وتمنهجت الاعتداءات بمهاجمة منازل عائلتها يوميا وحرق أكثر من 5 سيارات تملكها شخصيا وسيارة لشقيقها وتحطيم 8 سيارات، واعتقال الشبان واعتقالها مرتين . وتؤكد أم وسام أنه قبل عامين فقط سمح لعائلتها بالدخول والخروج، لكن المحكمة رفضت اسمها، وهو ما زاد معاناتها، مشيرة إلى أنه اضطرت لتزويج ابنتها الكبيرة وهي في سن صغير بعدما اعتقلها جيش الاحتلال مرتين للتخفيف من معاناتها. وتصف أبو هيكل وضع منزلها بأنه مثل "الكماشة التي تحيط بالمنزل"، وتلفت أنها رفعت قضية ضد البناء في المستوطنة عام 1994م للمحكمة الإسرائيلية العليا وحصلت على قرار وقف استمر لعام 2003م كونها منطقة "أثرية"، لكن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون ألغاه وسمح للمستوطنين بإعادة البناء . وعقب كل اعتداء تقدم أبو هيكل شكوى لشرطة الاحتلال، لكنها هذه المرة رفضت، وتؤكد أن شرطة الاحتلال تدعوها للرحيل من المنطقة بحجة تجنب المشاكل، لكناه ترفض ذلك قطعيا مؤكدة ملكها والمقيمين لوثائق طابو تثبت الملكية للأرض، ولا ملك فيها لأي يهودي . وعقب أخر اعتداء دخلت أم وسام إضرابا مفتوحا عن الطعام، انتهى بتعليقه لحين الاستجابة لمطالبها، ومازالت في اعتصامها أمام المنزل، لكمن الاحتلال منع جرافات لبلدية الخليل من فتح الطريق بحجة عدم الحصول على ترخيص . وتناشد بلسان الصامدة كل دعاة الديمقراطية بأن يثبتوا عدلهم بتأمين طريقها للوصول لمنزلها، والعيش فيه بكرامة أو الموت بشهادة . وتعاني من انقطاع اجتماعي نتيجة إجراءات الاحتلال في محيط منزلها، خشية أن تعود في الليل وتتعرض للخطر، كما تعاني من منع وصول سيارات الإسعاف للمنزل، وبات الخطر يداهم العائلات حتى في منازلها، وتمنع أي مؤسسة تحاول مساعدتها من الوصول بحجج "أمنية".