تتوفر هواتف ذكية بأسعار مختلفة تبدأ بعشرات الدولارات وقد تصل إلى عشرات الآلاف في بعض الأحيان. فالهاتف الذكي فرتو ريد جولد بلاك دي إل سي، على سبيل المثال، يصل ثمنه إلى 37470 دولار في حين لا يزيد سعر الهاتف من طراز روك على 78 دولارا.
ولكن، ما هي المميزات التي يمكن للمستخدم الحصول عليها من اقتناء هاتف ذكي باهظ الثمن مقابل مميزات الهواتف الذكية الرخيصة؟
إن اقتناء الهاتف فرتو يتضمن الاستمتاع بشاشة مصنوعة من الياقوت وذاكرة داخلية 64 غيغا بايت بالإضافة إلى كاميرا 13 ميغا بيكسل وبطارية تصمد حتى 300 ساعة من التشغيل المتواصل.
في المقابل، وفر التقدم الهائل والمتواصل في تكنولوجيا الاتصالات هواتف ذكية رخيصة تعمل بجودة عالية بالإضافة إلى سعة ذاكرة معقولة وكاميرا تلبي احتياجات المستخدم.
وطرحت شركة EE البريطانية للاتصالات في الأسواق هاتفا ذكيا الشهر الماضي يحمل تلك المواصفات، وتتوافر به أغلب احتياجات المستخدم بسعر لا يتجاوز 78 دولارا.
وزودت الشركة الهاتف بنظام تشغيل آندرويد، وكاميرا 5 ميغا بيكسل، وبطارية تتحمل تشغيل الهاتف 400 ساعة، إلا أن الذاكرة الداخلية لا تتجاوز 8 غيغا بايت.
كما طرحت شركة وانبلاس الصينية هاتفا ذكيا مزودا بنظام تشغيل آندرويد، وكاميرا 13 ميغا بيكسل وذاكرة تصل إلى 64 غيغا بايت، تماما مثل الهاتف فرتو الثمين، إلا أن سعره لا يتجاوز 420 دولارا.
هناك بعض الاستراتيجيات التي تتبعها الشركات المنتجة للهواتف الذكية الرخيصة تساعدها على زيادة المبيعات وجذب المزيد من المستخدمين نحو منتجاتها.
يقول هوغو بارا، نائب الرئيس التنفيذي لشركة شيومي الصينية، إن هناك الكثير من العوامل التي تساعد على جذب المستخدمين نحو هواتفنا، تتضمن بقاء المنتج مطروحا للبيع لفترة طويلة لتحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات.
وأضاف أن الشركة تشجع على بيع المنتجات من خلال خفض سعر الطراز المتوافر في السوق اعتمادا على التخفيضات التي تحصل عليها من موردي مكونات الهواتف الذكية.
جاذبية أبل
ورغم ارتفاع تكلفة تصنيع الهاتف iPhone 6 والطراز الأكبر iPhone 6 Plus، فإنه يحتفظ بجاذبية شديدة لمستخدميه بالإضافة إلى جذب مستخدمين جدد.
فتكلفة سماعة الأذن الخاصة بطرازي iPhone 6 و iPhone 6 Plus تصل إلى 242 دولارا، ما يؤدي إلى ارتفاع سعر هذين الإصدارين إلى 840 دولارا وفقا لمؤسسة تيرداون البحثية.
ومع ذلك، فلا يزال أغلب مستخدمي هواتف أبل الذكية يصرون على الاستمرار في استخدامه، ربما لأنهم يرون أن السعر ما زال منطقيا بعيدا عن المبالغة في أسعار الهواتف الذكية من ماركات أخرى.
كما يرى محللون في مجال تكنولوجيا الاتصالات أن طريقة الاستخدام ونظام التشغيل الخاص بهواتف أبل هي السر في احتفاظها بجاذبيتها، إذ يمثل الانتقال من تلك النظم إلى نظام التشغيل آندرويد تجربة صعبة بعد اعتيادهم العمل على نظم أبل.
وقد يساعد عامل الأمان على رواج هواتف أبل، إذ من غير المنطقي أن تنفق شركة تنتج هاتفا ذكيا بتكلفة لا تتجاوز عشرات الدولار، ثم تزوده ببرمجيات حماية باهظة الثمن تضمن عدم اختراقه واستغلال البيانات الشخصية أو غيرها من الأغراض.
لذا تتكون لدى الكثيرين قناعة بأن أبل سوف تفعل ذلك، بينما لا تقدم غيرها من الشركات على ذلك لأسباب تجارية.
لذلك تستمر أبل في تحقيق أرباح بلغت في الربع الثاني من العام الجاري 47.5 مليار دولار.