أكّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق أن علاقة حركته مع السلطات المصرية في تحسّن، وأن حماس حققت أهدافها من الزيارة التي قام بها إلى المملكة العربية السعودية أواخر شهر رمضان المبارك.
وأوضح أبو مرزوق في حوار مطوّل نشره الموقع الرسمي لحركة "لحماس" على الانترنت، الثلاثاء، أن حماس ومصر تجاوزتا الخلافات عقب رفع الأخيرة اسم الحركة من قائمة "المنظمات الإرهابية" وتراجع وسائل إعلامها عن الاتهامات الباطلة للحركة بالتدخل في الشأن المصري.
وأضاف "نحن أمام صفحة جديدة من العلاقات المأمولة، وقد يكون ضمن ذلك دعوة الوفد المفاوض أو الحديث مع حماس حول هذا الملف"، مشيرًا إلى أن تحسّن العلاقة خيرٌ لمصر وقطاع غزة.
كما اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس أن الزيارة التي قام بها وفد الحركة برئاسة خالد مشعل إلى الرياض أواخر شهر رمضان المبارك والتي شهدت لقاءً بين مشعل وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد حققت أهدافها.
وتابع "أي خطط مستقبلية ستتم باتفاق الطرفين والتنسيق المشترك (...) ما نريد قوله يجب أن ينسجم مع ما يريد سماعه الطرف الآخر ضماناً لمستقبل العلاقة".
ولفت أبو مرزوق إلى أن قيادة حماس تنتظر تحديد موعد لزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، بعد لقاء وزير الخارجية الروسي بوفد الحركة في الدوحة أمس.
ملف التهدئة
وفي سياق منفصل، نفى القيادي البارز في حماس وجود أفكار مبلورة حول اتفاق تهدئة بين الحركة والاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن المعادلة المطروحة مقبولة وهي "تثبيت وقف إطلاق النار مقابل حل مشاكل غزة، مع التأكيد أن محصلة ما سيُطرح يجب أن يكون في إطار وطني، وأن لا يفصل غزة عن الضفة، فهما كيان جغرافي واحد، وأن لا يكون هناك ثمن سياسي ".
وأوضح أبو مرزوق أن مصر تركت تتجه الآن للعودة والتواصل من أجل إعادة إحياء مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار، كاشفًا عن وجود حراك سياسي من قبل آخرين لملء الفراغ السياسي الذي تركته مصر بعدم الدعوة لمفاوضات التهدئة لكنه لم يتم التوصل معهم لشيء بعد.
التعديل الوزاري
وجدّد أبو مرزوق رفض حركته للتعديلات الوزارية التي أجراها رئيس حكومة التوافق رامي الحمدالله، مؤكّدًا أن حماس لن تتعامل مع هؤلاء الوزراء.
وأضاف " الحمدالله جاء باتفاق كرئيس لحكومة توافق وطني، لا تحفظ للتعامل معه وإن كان فاشلاً ولم يقدم شيئاً، وهناك إجماع وطني على تغييره والتحول نحو حكومة وحدة وطنية".
وشدّد على أن الحكومة لا برنامج سياسي لها، وإذا كان هناك إصرار على أن يكون لها برنامج؛ فوثيقة الوفاق الوطني التي وقع عليها الجميع هي البرنامج المناسب لها.
أزمة موظفي غزة
كما كشف عضو المكتب السياسي لحماس عن تلقي حركته عدّة مشاريع لاستيعاب موظفي غزة لكنه لم يتم التوافق عليها لأنها لم تشمل جميع الموظفين.
وأضاف "أعلم أن الوضع الحالي صعب بالنسبة للموظفين الحاليين في غزة، ولكن أبو مازن وضع هؤلاء في هذا الموقف عقاباً لهم لعملهم مع حماس، كما عاقب من عمل بعد الحسم معها بالفصل من الوظيفة وهذا الوضع لن يبقى للأبد وقطعا ستنتهي الأزمة، ولن تنجح هذه السياسات سوى بشحن النفوس ضد بعضنا البعض".
وشدّد على أن حركته ستبذل كل جهد ممكن لحل المشكلة، وستبقى ملزمة بتقديم ما يمكن تدبيره لتعزيز صمودهم وعملهم وقيامهم بواجبهم تجاههم.
صفقة الأسرى
وفيما يتعلق بإنجاز صفقة تبادل للأسرى بين حماس والاحتلال، جدّد أبو مرزوق شرط حركته التزام الاحتلال بالإفراج عن المحررين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة "وفاء الأحرار" وأعاد الاحتلال اعتقالهم قبل البدء بأي مفاوضات بشأن جنود الاحتلال المأسورين لدى حماس.
وتساءل "كيف لحماس أن تبرم صفقة أخرى في ظل عدم احترام الصفقة الأولى؟ نحن نريد في ظل عدم التيقن من احترامهم للاتفاق أن نضمن لأنفسنا وإخواننا ما يحميهم".
وبيّن أبو مرزوق أن الاحتلال كان يعتبر الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس في قطاع غزة "مجانين" هربوا إلى القطاع، وفي أحيان أخرى لم يعترف بوجودهم، حتى خرجت المسألة إلى الإعلام وكانت فضيحة كشفت عن التفرقة العنصرية والتمييز، وما زالت المسألة تتفاعل عندهم.
وشدّد على أنه من المبكر الحديث عن أي تفصيلات أخرى فيما يتعلق بصفقة جديدة.
العلاقات مع الدول
ويرى عضو المكتب السياسي لحماس أن حركته ستتمكن من تجاوز مرحلة "الاضطراب" الحالية التي أسفرت عن تراجع علاقات الحركة مع الدول العربية بسبب تبدل المواقف وعدم الاستقرار الحاصل في المنطقة وإعادة رسم الخارطة السياسية والتحالفات الإقليمية.
وقال "القضية الفلسطينية قضية جامعة في الأمة لا اختلاف حولها كبير، ولا يمكن أن تستقر المنطقة بمنأىً عن قضيتنا الوطنية، لكننا عازمون على أن تكون علاقتنا بالجميع طيبة وبمعزل عن الخلافات البينية بين دول المنطقة، ولكن العلاقات هي من طرفين".
كما لفت إلى حركته عقدت عدة اجتماعات مع الدول الغربية، حتى تلك التي تضع حماس على قائمة الإرهاب، موضحًا أن الحوارات مستمرة، وهناك محاولات كبيرة لتجاوز هذه القضية، منها محاولات سياسية وأخرى قانونية.
وتابع "مشكلتنا مع الاتحاد الأوروبي مشكلة مع الحكومات وليس مع الشعوب وجهدنا متواصل في الاتجاهين وبأساليب متنوعة وسنصل إن شاء الله لـنصرة هؤلاء لقضيتنا أو على أقل تقدير تحييدهم عن تأييد عدونا ومده بالمال والسلاح والحماية السياسية".
وشدّد على أن حماس لن تقف موقف العداء ممن يخالفها في وجهة النظر أو يرفض العلاقة معها.