اشتهرت كلمة البرونجية في لعبة "الضُّومْنةَ" أم 16، فعند اختراق الخصم يتحرك العود ليأكل من الخصم، وكل حركة ينتزع خصماً، عالطالع والنازل، عالشرق والغرب.
لقد أصبحت حياتنا شبيهة بالبرونجية تماماً، تذهب للعمل صباحاً "الكهرباء قاطعة" تعود للبيت مساءً "الكهرباء قاطعة"، تدْخُلُ الدُّكَّان يطالبك البائع "ادفع الديون"، تعود للبيت تطالبك زوجتك بقائمة طلبات تشبه عريضة قدمتها السلطة سابقاً للأمم المتحدة.
أصبحت أتخيل المواطن الفلسطيني كأنه "اسْفِنْجِي" يتقبل الأزمات ويتطبَّع كما يتقبل الإسفنج المياه، لقد أصبح "كالبرونجية" تماماً، على كل الأصعدة وفي كل الوجوه وعلى مدار كل الفترات يتعرض لأزمات....
"أينما ينظر تطل شرفته على فاجعة"، ومن جعله "اسفنجي" هو المسئول ومن معه، فبداية كينونته كان مقاتلاً ثورياً يشبه "هوتشي منه"، بعدها أصبح يشبه "روبن هود" ثم تحوَّل لصانع السلام فأصبح "كريتشارد فولك" في تجربة جنوب أفريقيا، ثم أصبح بَرَوَانْجِياً بامتياز، بعد فشل مشروع الدولة، أصبح يشبه "علي بابا والأربعين حرامي"، على قاعدة "الأمن مقابل المال" أو المساعدات مقابل "تسكِّر نِيعَكْ" وفي كلا الحالات يتشرب الغلابا الأزمات.