الأعراس وحفلات الزفاف في قطاع غزة بعاداتها وتقاليدها، هي من الأمور التي تميز المجتمع الفلسطيني، وتبرز هويته الاجتماعية، لما فيها "لمَة وفرحة".
ولكن كأي مناسبة اجتماعية، فإنه لا بد من أن يشوبها بعض الظواهر التي قد تؤرق العامة من الناس، وتضايقهم، خاصة تلك التي حرص القانون على معالجتها ولا يلتزم بها أهل "الفرح"، متحججين بالأوضاع الصعبة التي يحياها قطاع غزة.
"فلسطين الآن" تسلط الضوء في التقرير التالي على تلك الظواهر التي تبرز في بعض حفلات الغزيين، والتي عادة ما تكون في الشوارع العامة حيث يتم نصب المنصات ووضع الكراسي ليتم إغلاقها.
إغلاق الشوارع الرئيسية
السائق أحمد الطهراوي (22 عاماً) من مخيم البريج عبر عن امتعاضه الشديد من بعض الحفلات التي تؤدي إغلاق الشوارع الرئيسية، وهو ما دفعه لتخصيص حديثه حول هذا الجانب بحكم عمله اليومي ومروره بمثل هذه الظواهر يومياً.
يقول الطهراوي في حديثه لـ"فلسطين الآن"، "كنت قادماً من مدينة غزة محملاً الركاب وأثناء دخولي للمخيم وجدت بأن هناك حفلة قد أغلقت الشارع ما يعرف بـ"المدخل الرئيسي"، فاضطررت للعبور في الشارع الآخر ما يعرف بـ"المدخل الوسط" الذي كان مغلقاً أيضاً بسبب حفلة أخرى ما دفعني للرجوع والسلوك بشارع ترابي مكسر لتوصيل الركاب".
من جانبه، أعرب السائق الخمسيني محمد عبد الرحمن عن تحمله لمثل هذه الحفلات التي تقام في الشوارع حتى لو أدت إلى إغلاق الشوارع الرئيسية، معللاً بالقول: "خلي الناس تفرح البلد محاصرة، والأوضاع الاقتصادية متدهورة، واستئجار الصالات مرتفع جداً ربنا يعين الناس".
ولفت عبد الرحمن إلى أن هناك مشكلة بالنسبة له هي أهم من قضية إغلاق الشوارع الرئيسية، حيث عبر عن غضبه من ارتفاع صوت الموسيقى الصاخب الذي يكون في الحفلات، ويستمر إلى منتصف الليل، قائلاً: " هناك الكثير من الناس ينامون قي ساعة مبكرّة خاصةً الأطفال فلماذا يجب تعكير الأجواء الهادئة بهذا الشكل".
مخالفة للقانون والشرع
الشرطة الفلسطينية بدورها، أصدرت قراراً سابقاً بمنع إقامة الحفلات العامة في الشوارع الرئيسية لما تسببه من ضرر وتعطيل لمصالح المواطنين.
ودعا الناطق باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي في حديث لـ"فلسطين الآن"، المواطنين لتغليب المصلحة العامة على الشخصية، واختيار الشوارع الفرعية لإقامة الحفلات، مبيناً أنه لا يوجد حتى اللحظة أي قرار بخصوص فرض عقوبات على المخالفين.
من جانبه، قال صادق قنديل عضو لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية في حديثه لـ"فلسطين الآن" حول رأي الشرع فيما تسببه بعض الحفلات من إغلاق الشوارع بدأ قنديل حديثه بالتذكير بقول رسول الله: "لا ضرر ولا ضرار"، فلا يجوز لمسلم أن يلحق الضرر بأخيه المسلم، فكيف بالمجتمع".
وبين أن مثل هذه الحفلات قد تتسبب في إعاقة وصول مريض للمستشفى في الوقت المطلوب، أو إلحاق الضرر بالطلاب وأصحاب الحاجات، ولا يكادون يستريحون إلا بعد منتصف الليل بسبب الأصوات المرتفعة وهو ما نهى عنه الشرع.
أما عن الضوابط المطلوبة لتلك الأفراح المقامة في الشوارع، يشير بأن الضابط العام هو عدم الوقوع في مخالفات عرفية أو معاصٍ شرعية، مشدداً على أهمية عدم إغلاق الشوارع إلا اضطراراً، وعدم ارتفاع الأصوات وأن تكون في حد المسموع، وعدم واستمرارها لمنتصف الليل إذ المصلحة العامة للناس مقدمة على المصلحة الخاصة لأهل الأعراس.