ليس الكتاب الإلكتروني هو الثورة القادمة في عالم القراءة والاطلاع، بل الهاتف المحمول وكيف ستكيّف دور النشر منتجاتها لتلبي حاجات المستخدم في القراء على شاشات صغيرة.
وساقت صحيفة وول ستريت جورنال التي أوردت الخبر قصة أب يقضي ساعات كل ليلة في محاولة إعادة ابنته الرضيعة للنوم، وخلال هزه للمهد بإحدى يديه اكتشف أن بإمكانه قراءة كتبه على الهاتف المحمول بيده الأخرى، ففرح لأنه تمكن أخيرا من القراءة التي لم يجد لها وقتا منذ أصبح ربّ أسرة.
بدأت ثورة الكتاب الإلكتروني في تسعينيات القرن الماضي عندما طرح أول جهاز محمول لقراءة الكتب الإلكترونية والذي قلب عالم صناعة النشر رأسا على عقب.
ولكن التوقعات لم تكن صائبة في استئثار أجهزة الكتاب الإلكتروني بسوق النشر، حيث أثببت الوقائع في السنين الأخيرة أن الثورة القادمة في هذا المجال هي أجهزة الهاتف المحمول الذكية.
في البداية تلقت أجهزة الكتاب الإلكتروني المحمولة ضربة قاصمة من أجهزة الحاسوب اللوحية التي ارتفع عدد قراء الكتب الإلكترونية من خلالها من 30% عام 2012 إلى 41% عام 2015.
ولكن ما شدّ انتباه دور النشر هو ارتفاع عدد المستخدمين الذين يقرؤون الكتب الإلكترونية على هواتفهم المحمولة، حيث كشف استطلاع للرأي شمل ألفي مستخدم أن 54% منهم استخدموا الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعداد مستخدمي الحاسوب اللوحي والهاتف للقراءة أصبحت تتناسب تناسبا لصالح الثاني الذي يسجل ارتفاعا مطردا مقابل هبوط منتظم لعدد الذين يستخدمون الحاسوب اللوحي.
وبناءً على هذه المعطيات فقد بدأ الناشرون يفكرون ويعملون على وضع خطط لإعادة تصميم الكتب الإلكترونية الجديدة بحيث تتناسب والقراءة على شاشات الهاتف الذكي الصغيرة نسبيا.