إختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين 23 كانون الثاني 2012 النائب محمد طوطح والوزير السابق خالد ابو عرفة، من مقر اعتصامهما في مقر الصليب الأحمر الدولي في حي الشيخ جراح بمدينة القدس. وحسب التفاصيل التي جمعها الباحث الميداني المقدسي عمران الرشق، فإنه وقرابة الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر اليوم الاثنين، اقتحمت قوة إسرائيلية تقدر بثلاثين عنصرا من قوة المستعربين (قوة احتلالية خاصة يتخفى أفرادها الزي المدني) داخل مقر الصليب الأحمر، إلى حيث خيمة الاعتصام التي يقيم بها النائب طوطح والوزير السابق أبو عرفة وقامت باعتقالهما، إضافة إلى اعتقال شقيق النائب طوطح واسمه " معتصم عمران صالح طوطح" (48 عاما) وشاب أخر تواجد في خيمة الاعتصام داخل مقر الصليب الأحمر أسمه "عمرو أبو عرفة" (26 عاما). وحسب معتصم طوطح ، فقد كان يتواجد في زيارة مع النائب طوطح والوزير أبو عرفة داخل خيمة الاعتصام على نحو عشرين متر من البوابة الخارجية لمقر الصليب الأحمر، حين اقتحم أشخاص بالزي المدني المقر، ودخلوا إلى داخله، ولكنه لم يرهم يحملون سلاحا، وتوجهوا صوب الموجودين وقال لهم نحن من الشرطة "تفضلوا معنا"، ثم اقتادوهم بهدوء دون استخدام للعنف إلى خارج مقر الصليب الأحمر، حيث وضعوا كل شخص منهم بسيارة واقتادوهم إلى مركز تحقيق واعتقال تابع للشرطة الصهيونية "المسكوبية" غربي القدس المحتلة. واستنادا لأقوال معتصم طوطح:" كنت موجودا داخل مقر الصليب الأحمر عندما اقترب المستعربون مني، فقلت لهم ماذا تريدون أنا معي هويتي (بطاقة الهوية)، فقالوا له نريد أن نتأكد انك لست محمد طوطح، وقاموا بتوقيفي". ويتابع معتصم طوطح فقد رأى بينما كان المستعربون يقتادونه إلى خارج مقر الصليب الأحمر، أفرادا آخرين من قوة المستعربين يحملون مسدسات. ويؤكد طوطح أن قوات الاحتلال دخلت إلى داخل مبنى الصليب الأحمر نفسه، حيث رأى المستعربين يحملون أجهزة كمبيوتر وأجهزة خلوية خاصة بالنائب طوطح والوزير السابق أبو عرفة، ما يدل على أنهم دخلوا إلى الطابق الثاني من مقر الصليب الأحمر حيث الغرفة التي ينام فيها النواب وقاموا بمصادرة أغراضهم. ويضيف معتصم طوطح أن قوات الاحتلال اقتادته بعد ذلك إلى "المسكوبية"، حيث مكث هناك مدة ساعة ونصف، ورأى في التحقيق الشاب المعتقل الأخر عمرو أبو عرفة، ولم تطلق قوات الاحتلال سراحه إلا بعد أن أخذت بصمته، فيما يعتقد انه محاولة للتأكد من انه ليس النائب محمد طوطح. يشار إلى أن اعتقال النائب إلى أن اعتقال النائب طوطح، جاء بعد أربعة أيام من اعتقال رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك والنائب خالد طافش من بيت لحم، ليرتفع عدد النواب المختطفين في سجون الاحتلال إلى ستة وعشرين نائبًا، وذلك على خلفية نشاطهم السياسي، حيث يخضع غالبيتهم للاعتقال الإداري غير القانوني. وذكرت أنّ الاحتلال اعتقل منذ منتصف عام 2006، أكثر من اثنين وأربعين نائبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وما زال يتمسّك حتى اللحظة باعتقال ستة وعشرين منهم. واعتقلت قوات إسرائيلية في 26/9/2012 النائب أحمد عطون من على باب خيمة الاعتصام، حيث جرى احتجازه عدة أيام قبل الإفراج عنه وإبعاده إلى رام الله. ولجأ النائبان محمد عطون ومحمد طوطح والوزير السابق خالد أبو عرفة إلى مقر الصليب الأحمر الدولي منذ نحو عام ونصف العام بعد أن قررت سلطات الاحتلال تجريدهم من هويتهم المقدسية بدعوى الانتماء إلى تنظيم محظور وخوض الانتخابات التشريعية عام 2006 تحت قائمة حركة حماس. وفي حزيران عام 2006 أقدمت قوات الاحتلال على إعادة اعتقاله مع كافة نواب ووزراء حركة حماس ليحكم عليه بالسجن لمدة 52 شهرا، وما أن تم الإفراج عنه حتى أصدرت وزير الداخلية الإسرائيلي قرارا بإبعاده ونواب القدس محمد طوطح وأحمد عطون ووزيرها السابق خالد أبو عرفة. وتمكنت قوات الاحتلال في 8-12-2010 من إعادة اعتقال الشيخ أبو طير على مدخل بلدة صور باهر وبقي قيد الأسر خمسة أشهر إلى أن أبعد قسرا إلى الضفة الغربية.