يصادف الأربعاء 25 يناير 2012 ذكرى مرور عام على انطلاقة الثورة المصرية المجيدة التي تعتبر شهادة ميلاد جديدة للشعب المصري، الذي كانوا يراهنون على موته وخضوعه واستكانته، فإذا به ينتفض كالمارد بعد أن كسر حاجز الخوف، فلم تعد ترهبه الاعتقالات، ولا يخيفه جند أو عتاد، ولا توقفه الرصاصات، التي صار قادرًا على أن يقهرها بصدور الشهداء الأبطال . انكسر حاجز الخوف واحتشدت الملايين وراء الثورة، فلم تعد هناك قوة تستطيع مواجهة ملايين لا تعرف الخوف، اضطرت القوى الدولية التي كانت تحمي الاستبداد وتدعمه أن تتخلى عن النظام، حسم الجيش موقفه فأعلن وقوفه إلى جانب الثورة، واصلت الثورة السلمية مسيرتها فلم تكتف بتنحية الفرعون، ولكنها استمرت قادرة على تحقيق تنحية (الرئيس ونائب الرئيس وبرلمان الرئيس وحكومة الرئيس، ثم تفكيك وحل الحزب الحاكم والمجالس المحلية واتحاد العمال) . [title] الإخوان في الصدارة[/title] بعد عام على ثورة 25 يناير أسدل الستار على انتخابات مجلس الشعب المصري ، وحل حزب “الحرية والعدالة” الذراع السياسي للإخوان المسلمين في المركز الأول وحزب النور السلفي في المركز الثاني، فيما حصد فلول النظام السابق 14 مقعداً في هذه الانتخابات . وقد حصل حزب الحرية والعدالة بالمركز الأول بحصوله على 127 مقعداً بإجمالي أصوات بلغت 10 ملايين و138 ألفاً و134 صوتاً، وجاء في المركز الثاني حزب النور الذي حصل على 96 مقعداً، بإجمالي أصوات 7 ملايين و534 ألفاً و266 صوتاً . ويتزامن الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة مع افتتاح مجلس الشعب المصري " أول برلمان منتخب بعد الثورة " أعماله بانتخاب محمد سعد الكتاتني من حزب العدالة والحرية الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والفائز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان . وبهذا تكون جماعة الإخوان المسلمين في مصر حصدت ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان ، وبذلك تكون الجماعة حصدت ثمار تضحيات عشرات السنوات الماضية ، من ظلم وقهر وقتل وأسر ونفي في ظل حكم لطاغوت مبارك ومن سبقه ، لتتربع رسالة الإمام حسن البنا على ذروة مصر بعد أن استشهد من أجل إيصالها للنور ، وتعميمها على الوجود . [title]مطالب بسحب السلطة من العسكر[/title] لكن وفي ذات المشهد يتهم الناشطون المصريون من أجل الديمقراطية السلطة العسكرية بالسعي إلى استغلال الذكرى الأولى للثورة المصرية في 25 كانون الثاني/يناير التي أطاحت بحكم حسني مبارك الثاني/يناير لمصلحتها، معتبرين أن الثورة لم تنته بعد. وفي مقابل استعدادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة لل25 من كانون الثاني/يناير الذي أعلن "يوم الثورة" وتشمل احتفالات والعاب نارية وعروض عسكرية، تعمل الحركات الشبابية التي أطلقت الثورة على تنظيم تظاهرات وتدعو إلى رحيل الجنرالات عن الحكم.