أجمع محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية حماس هي الآن أقوى سياسياً وشعبياً وعسكرياً من ذي قبل، وذلك بعد مرور 6 أعوام على فوزها الساحق في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في الخامس والعشرين من يناير 2006. واعتبر المحلل السياسي "فايز أبو شمالة" أن الفوز الذي حققته الأحزاب الإسلامية في الدول العربية ولا سيما التي شهدت الربيع العربي، ما هو إلا استكمال للفوز الذي حققته حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، والصبر الذي تحملته عقب الحصار الذي فرض عليها. [title]أعادت القضية لمسارها[/title] وأشار في مقابلة مع "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" الإخبارية الأربعاء 25/1/2012، أن حماس قدمت للشعب الفلسطيني خلال الستة أعوام أكثر مما قدمه الشعب لحماس من فوز، ولا سيما وضع القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح واستعادة البعد الإسلامي لها. وأضاف: "نقلت حماس تلك القضية أيضاَ من خط المفاوضات المقيت الذي حشر القضية في غرف المخابرات الصهيونية إلى خط المقاومة التي أعادت للقضية هيبتها وثقلها ومكانتها التي كانت يفترض أن تكون به منذ سنوات ماضية". وحول العراقيل التي تعرضت لها حماس داخلياً خلال فترة الحكم، قال أبو شمالة: عملت السلطة الفلسطينية على إحباط أي نظام برلماني وإداري تقف حماس على رأسه، ناهيك عن تعطيل المجلس التشريعي ورفض السلطة بالضفة عقد جلسة له حتى بعد اعتقال رئيس المجلس التشريعي "عزيز دويك". وتوقع المحلل السياسي أن تحصد حماس نسبة لا تقل عن النسبة التي فازت بها في الانتخابات التشريعية الماضية، ولا سيما أن الأحزاب الإسلامية في دول الربيع العربي تمثل سنداً وعوناً لها في مواجهة أي تحديات خارجية مستقبلية. [title]المزاوجة بين الحكم والمقاومة[/title] من جانبه اعتبر المحلل السياسي "[color=red]مصطفى الصواف[/color]" أن حركة حماس نجحت خلال فترة حكمها في المزاوجة بين الحكم والمقاومة، وقدمت نموذج يحتذي به للتيارات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. وأوضح أن حركة حماس تعرضت خلال السنوات الست تلك تعرضت للعديد من العقبات الكبيرة التي نجحت بحنكتها وصبرها التغلب عليها والمتمثلة في الفلتان الأمني الذي قادته مجموعات منفلتة من حركة فتح في قطاع غزة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية. [title]عقبات كبيرة[/title] وأضاف في مقابلة مع "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" : تعرضت حماس وقطاع غزة لحصار بري وبحري وجوي قاسي، ولكنها نجحت في النهاية الخروج منه بصورة أذهلت العدو قبل الصديق، بل وصل الأمر إلى أن فتحت الآفاق الإسلامية والعربية من جديد للقضية الفلسطينية. وتابع: تصدت حركة حماس للحرب الصهيونية المدمرة التي شنت عليها وعلى قطاع غزة أواخر العام 2008، واستطاعت الخروج من تلك الحرب منتصراً معنوياً على الأقل. وبين الصواف أن أهم انجاز فلسطيني استطاعت حركة حماس انجازه هو إبرام صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" والتي أفرج بموجبها عن أكثر من 1027، ما كان أحد منهم يتوقع الخروج في الوقت الذي خرج فيه. وتوافق الصواف مع سابقه في أن ما تشهده الدول العربية من ثورات ما هو إلا امتداد لفوز حماس وصمودها في مواجهة المؤامرات الكبيرة التي تعرضت لها، منوهاً إلى أن الاختراق الكبير الذي حققته حماس في العلاقات الدولية والعربية والإسلامية سيكون له الأثر الكبير على فوزها في الانتخابات المقبلة.