فوجئ عابرو الشارع الأكثر ازدحاما في بروكسل، ظهر السبت 12-3-201، بحاجز يقف أمامه شباب بزي عسكري، وترتفع إلى جانبه أعلام إسرائيلية، وتجمع الكثيرون منهم ليتابعوا كيف يتم الإيقاف على الحاجز ومنهم من جرب عبوره ومقاومة حراسه عبثا، في حدث أقيم ضمن "الأسبوع العالمي لمناهضة التمييز العنصري الإسرائيلي". جاء ذلك بمبادرة من عشر منظمات بلجيكية، ناشطة في دعم القضية الفلسطينية، مستثمرة أجواء يوم العطلة الذي يزدحم فيه شارع "نيو سترات" (الشارع الجديد) بالخارجين للتسوق وسط العاصمة البلجيكية. وتقول الشابة البلجيكية لارا دو وافرين، التي كانت إحدى المنظمين، لوكالة "فرانس برس"، إنهم يريدون "توعية الناس لما يعيشه الفلسطينيون يومياً في الأراضي المحتلة"، وأضافت "قلنا لأنفسنا أن الطريقة الأكثر واقعية لنظهر التمييز الإسرائيلي هي أن نقيم حاجزا كالذي يقيمونه". الحاجز كان عبارة عن مجسم معدني على شكل جدار مطلي باللون الزيتي، في أعلاه جزء يبدو شبيها بأعلى برج المراقبة، وأمامه وقف عدة شبان وفتيات يرتدون الزي العسكري، ويعتمر بعضهم الخوذ ملوحين ببنادق ومسدسات بلاستيكية. الجزء المخطط من القصة جاء مشهدا تمثيليا. درب المنظمون بعض الشبان على لعب دور الجنود الإسرائيليين، والبعض الأخر لعب دور فلسطينيين يحاولون عبور الحاجز، وكان المارة المحتشدون للمشاهدة يتابعون كيف يصرخ الجنود ويلقون أمتعة الفلسطينيين، قبل أن يفتشوهم بعنف ويطردوهم. وبين من لعب دور الجنود كانت الشابة ليري اشنداش التي تضع نظارة شمسية داكنة وتعتمر خوذة عسكرية. تقول لـ"فرانس برس": "إنها تجربة صاعقة"، قبل أن توضح "أنا مصعوقة وأحس بالارتعاد تقريباً وأنا أقول وأفعل كل هذه الأشياء، يجب أن تكون باردا جدا وتعاني رهابا كي تتصرف مثل الجنود الإسرائيليين". ويعتبر من وقف على الحاجز أن إقامته تأتي كحل بديل عن تجربة ربما لن يتسنى للجميع عيشها، وتقول اشنداش إن "ليس بالضرورة أن يسكن الجميع هناك كي يفهموا ما يحصل على الحواجز"، وتشرح أنهم حاولوا الاقتراب من الواقع قدر الإمكان من دون استخدام عنف زائد عن اللزوم، وتضيف "ليست الفكرة أن نضرب أحدا، بل أن نظهر للناس ما يحصل هناك". ولم يقتصر الأمر على المشهد التمثيلي الذي كان يعاد مرارا، فبعد انتهائه دعا المنظمون، صارخين في مكبر يدوي للصوت، من يريد تجربة عبور الحاجز أن يتقدم، وهذا ما فعله البعض.