22.78°القدس
22.48°رام الله
21.64°الخليل
25.94°غزة
22.78° القدس
رام الله22.48°
الخليل21.64°
غزة25.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الضفة تنهض

2
2
خالد معالي

ما الذي يجعل "نتنياهو" يسارع قبل أيام إلى إعلان أن الاحتلال يسعى لتكثيف القوات الأمنية، وحماية سيارات المستوطنين من أجل توفير الأمن لهم في الضفة؟، هو ما قاله وأقر به بنفسه، وأتبعه بالقول: "لمواجهة تصاعد العمليات في القدس والضفة الغربية".

وما الذي دفع "نتنياهو" مكرهًا إلى المسارعة إلى استنكار جريمة حرق عائلة دوابشة وهم أحياء، في قرية دوما جنوب نابلس على يد المستوطنين؟!

إنها خشيته من النتيجة السابقة (تصاعد أعمال المقاومة واندلاع انتفاضة ثالثة)، وهو ما يشاطره إياه أيضًا ويقوله كتاب ومفكرو كيان الاحتلال دون تورية، عميرة هس كتبت في (هآرتس) قبل يومين: "إن الجيش ومخابراته وقواته الخاصة تلقوا صفعة قاسية بفشل عملية خطط لها بإحكام في مخيم جنين، وإن جنديين من القوات الخاصة أصيبا بجروح بينما الهدف من العملية لم يتحقق".

المزيد من إقرارات واعترافات قادة وكتاب الاحتلال ملأت وسائل إعلام الاحتلال: الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات في المدة الأخيرة، وتشير إلى أن الضفة تنهض من جديد، ومؤشرات ذلك كثيرة، ومن بينها ارتفاع معدل عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وإطلاق الرصاص على مركبات المستوطنين في مناطق الضفة الغربية كافة دون استثناء، وهو ما أوردته صحف الاحتلال استنادًا إلى إحصائيات داخل كيان الاحتلال يمكن للمرء أن يطلع عليها بسهولة.

ولعل سائل يسأل: لماذا الآن تنهض الضفة؟، والجواب بسيط وسريع: إن كل احتلال عبر التاريخ من الطبيعي أن يواجه بمقاومة تصعد وتخبو بحسب كل مرحلة، وحرق عائلة وهم أحياء، واعتداءات المستوطنين اليومية، ومصادرتهم لأخصب الأراضي، وحملات الاعتقال والإذلال اليومية للضفة؛ كل هذا وأكثر منه كفيل بنهوض الضفة واشتعالها؛ فلكل فعل رد فعل معاكس له في الاتجاه ومساوٍ له في القوة.

هل يعقل أن تبقى الضفة صامتة صمت القبور عن القتل، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، والطرد والتهجير، وسرقة أخصب الأراضي؟!، وهل حصلت حالة واحدة في التاريخ أن صمت شعب وقبل محتلًّا غاصبًا ولم يقاومه؟!

صحيح أن كل شبر في الضفة مراقب من السماء وعلى الأرض؛ فلا تكاد تجد شارعًا إلا وفيه (كاميرا) تصور كل حركة، ولا تجد مفرقًا إلا وعليه مركبة لجيش الاحتلال، فضلًا عن رؤية حركة فتح أن المقاومة "السلمية" هي المطلوبة في المرحلة الحالية، وليس سواها؛ لفارق القوى في الميدان بحسب رؤيتها، لكن في المحصلة ما تمارسه قوات الجيش والمستوطنون من ضغط شديد واعتداءات يجعل الغضب يتراكم ليصل إلى مرحلة أخرى، تتغلب فيها المقاومة على كل المعوقات، كما جرى في غزة، وهذا هو منطق الأمور والأحداث عبر التاريخ؛ فالحاجة أم الاختراع.

كيان الاحتلال على عظمته المغشوشة نمر من ورق، وهو قول كتابه ومفكريه؛ ألم ينسحب الجيش الذي لا يقهر من جنوب لبنان وغزة؟!، ألم يذل في حربه العدوانية على غزة صيف العام الماضي، ولم يستطع التقدم شبرًا واحدًا؟!، وبعد سنين سنقول: ألم يكن يسرح ويمرح المستوطنون في الضفة بغير حسيب ورقيب؟!، انظر إلى مزاج الشارع العربي الذي نحن جزء منه، وفكر معي فيما يقوله الجنرال أورون في الاستخبارات العسكرية للاحتلال، الذي قال في صحيفة (هآرتس): "إنّ وزن الشعوب العربيّة بات أهّم بكثير من الماضي، ولا يُمكن بعد اليوم الاعتماد على الزعماء العرب، الذين يجلسون في مكاتبهم، إنمّا يجب الالتفات إلى ما يحدث في الساحات والميادين بالوطن العربيّ".