11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
14.72°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة14.72°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: حلم الجعان في غزة "مش بصلة"

"زمان كان حلم الجعان بصلة ، اليوم أصبح حلم الجعان شوية بنزين أو سولار أو كهرباء " ، هذه الكلمات تلخص الحاجة التي خلقتها أزمة الوقود المتفاقمة في قطاع غزة ، و التي توقفت على إثرها محطة التوليد الوحيدة عن العمل، ما يعني فقدان 65 % من الطاقة المتولدة الأمر الذي أغرق غزة مجددا في ظلام دامس ، وعلى إثر ذلك توقفت عجلة الحياة في نواح كثيرة. في غزة ، الوقود و الكهرباء توأمان لا ينفصلان وانفصال أي منها يقتل الآخر وكثيرين غيره ، هما كمثل القلب ، يدفع مع كل دقةٍ ، الدم الضروري للحياة ، حاملا الأكسجين والغذاء لكل خلايا الجسم وعندما يتوقف هذا القلب تتوقف الحياة. فنقص الوقود و انقطاع الكهرباء ، أوجدا أزمات كثيرة ، شلت حركة المواصلات ، وأصبحت الاتصالات خارج التغطية وتهددت صحة مرضى كثيرين ، وقد لا تصلنا الماء لتوقف عمل المضخات وربما تغرقنا مياه الصرف الصحي ، حتى التواصل مع العالم الخارجي عبر الانترنت أشبه بالمنقطع. أمام هذا الواقع المرير ، يجد الغزي نفسه حائرا ، بين مرارة المعاناة و تبريرات المسئولين التي لا تجد لها صدى يسمع في أذانهم التي صمت ، فتارة نحمل الانقسام السياسي المسؤولية وتارة أخرى ندين الاحتلال وتارة ثالثة نبكي شح الأموال ، وما لنا من قرار. وتساءل أبو علاء بمرارة " شعرنا بسعادة عندما سمعنا عن استبدال الوقود الإسرائيلي الخاص بالمحطة بوقود مصري ، ما الذي حصل ، يقولون توقف التهريب عبر الأنفاق ، أين مخزونكم الإستراتيجي خلال الأعوام الماضية". وحمل القائمين على الطاقة المسؤولية عن " أزماتنا من وراء انقطاع الكهرباء " ، داعيا الجميع إلى الوقوف عند حدود مسؤولياته نحو خدمة شعبنا الذي يستحق حياة أفضل. وعبر أبو علاء عن أمله في أن يعود التفاهم بين حماس وفتح في قطر بالنفع والخير على الفلسطينيين خاصة في غزة التي لا تخرج من أزمة إلا وتصيبها أخرى. أما أبو رائد ، فكان لاذعا في انتقاده رافضا التضامن والتكيف مع الأزمة مثلما فعل في السابق ، وقال "قالوا الاحتلال لا يدخل وقود المحطة ، واستغنينا عنه بالسولار المصري ، ثم قالوا فش سيوله اقتطعوا من الرواتب ، والآن فش وقود مصري ممنوع ". وعاتب قليلا مصر ما بعد الثورة ، مستغربا " منع وصول الوقود المصري إلى القطاع المحاصر ، رغم مشاركة أهله فرحتهم بسقوط نظام مبارك الذي ظلمهم كما ظلمنا ". وطالب بضرورة وضع حد لما أسماها " بالمهزلة " ، معتبرا أن الأمر لا يخلو من تقصير المسؤولين. ولم يكن طلاب العلم في كافة مستوياته ، بمنأى عن الضرر ، فتكرار انقطاع التيار الكهربائي ، وما ورد عن استمرار هذا الانقطاع وبشكل كلي خلال الساعات القليلة القادمة، سيؤثر بشكل خطير على مجمل العملية التربوية والتعليمية. حسب وزارة التربية والتعليم. ويقول محمد أحد الطلاب المتفوقين ، إن أزمة الكهرباء من أهم المؤثرات السلبية على دراسته، حيث يخشى أن يكون لها مردود سيئ على نتائج العام الدراسي الحالي، والذي يعتمد على الدرجات العالية والتفوق لدخول الحياة الجامعية ويضطر محمد ، كغيره إلى مواجهة أزمة الكهرباء، عبر تقليل ساعات دراسته، والاعتماد على متابعة الدروس من بعد وقت العصر، مشيرا إلى أن "انقطاع الكهرباء أصبح دور، مرة في النهار، ومرة في الليل، واليوم الآخر يا ليته يكن مستمراً من غير انقطاع". وكل ما سبق يهون أمام ابتلاءات أبو السعيد وهو سائق سيارة أجرة ، يعيش بقوت يومه ، وله ابن مريض بالكلى ، فضلا عن بيته المظلم كحال كل المظلومين . يقول : أعمل بالأجرة ونقص السولار أوقف السيارة وهذا الحال إلى أن يأتي فرج الله " ، مضيفا " الجوع والظلمة تهون أمام رؤية ابني مريض الكلى والقلق بدا عليه خوفا من صعوبة في عملية الغسيل في الشفاء". ودعا الله عز وجل أن تزول الغمة والظلمة في أسرع وقت لأن وضعه لا يتحمل كثيرا من الانتظار ، مكتفيا بالقول " الله يسامح اللي كان سبب ". وأمام ما يتردد من أنباء حول اتصالات جارية لحل أزمات غزة ووعود أصبحت حبرا على ورق ، يبقى المواطن الغزي صابرا ، ينتظر بزوغ فجر يوم لا انقطاع فيه للكهرباء ويصبح فيه الفرقاء أخوة و أشقاء و"إن كان الصبر استوى" كما يقول كثيرون ممن آلمهم الصبر.