20.55°القدس
20.3°رام الله
19.42°الخليل
24.88°غزة
20.55° القدس
رام الله20.3°
الخليل19.42°
غزة24.88°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

نتنياهو يهــوّد الأقصى

صالح الننعامة
صالح الننعامة
صالح النعامي

يستغل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً حول ترتيبات تواجد اليهود والفلسطينيين على الحرم القدسي الشريف من أجل توفير البيئة اللازمة لاستكمال مشروعه المعلن لتهويد الحرم.

 ومن المفارقة أنه لم يمض وقت قصير حتى بات نتنياهو يجاهر بتجاوزه للبنود التي تضمنها الاتفاق. وإن كان البند المتعلق بعدم السماح لليهود في الصلاة في الحرم قد تم تقديمه على أنه يمثل «تنازلا» صهيونيا للجانب الأردني، فقد أخل الصهاينة بهذا البند وبأسرع مما كان متوقعاً. فقد أعلن النائب العربي في الكنيست باسل غطاس، الذي تمكن من التسلل إلى الحرم القدسي الثلاثاء الماضي من توثيق قيام اليهود الذين يدنسون الحرم بإداء صلوات تلمودية فيه، على مسمع ومرأى الجميع. ليس هذا فحسب، بل أن هناك ما يدلل على أن إسرائيل تمهد لمرحلة جديدة في تهويد الحرم. ولم يكن من سبيل الصدفة أن دعت نائبة نتنياهو تسيفي حوطبيلي إلى رفع العلم الصهيوني على الحرم، تحديداً بعد التوصل للاتفاق. وحسب الصحافي الصهيوني بن كاسبيت، فإنه لم يكن لحوطبيلي أن تقدم على هذه الخطوة لولا أنها تعي تماماً أن هذا الموقف ينسجم مع توجهات نتنياهو نفسه. ويلفت كاسبيت الأنظار إلى أنه على الرغم من الإحراج الذي تسببت به تصريحات حوطبيلي، إلا أن نتنياهو رفض دعوات الصحافيين لإقالتها من منصبها كنائب لوزير الخارجية، لأنه يدرك أنها تعبر عن الأغلبية الساحقة من نواب ووزراء حزب الليكود الحاكم. وتسخر صحيفة «هارتس» في افتتاحيتها الصادرة الجمعة الماضي من أولئك الذين يراهنون على احترام نتنياهو لتعهداته للأردن، على اعتبار أنه مشغول بتغيير الوضع القائم في الحرم بكل ما أوتي من قوة. 

وتلفت الصحيفة إلى معطيات بالغة الخطورة والحساسية، حيث تشير إلى أن حكومة نتنياهو تمول جمعيات يهودية تجاهر بتخطيطها لتدمير المسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل على أنقاضه. وتكشف الصحيفة في تقرير آخر نشر أول أمس أن حزب الليكود يحرص على دعوة يهودا غليك، الذي يعد أكثر النشطاء اليهود حماساً لتدمير المسجد الأقصى ويقود جمعية يهودية تعنى بالتخطيط لهذه المهمة، لحضور الاجتماعات التي يعقدها وزراء ونواب الحزب. وتقدم الصحيفة معطيات أخرى تظهر مدى تغلغل التأييد لفكرة تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه لدى النواب والوزراء.

 وتتوقع الصحيفة أن يصبح غليك نفسه نائباً عن حزب الليكود في البرلمان قريباً، مما يعزز من تطبيق فكرة تدشين الهيكل وجعلها في صلب الاهتمام البرلماني الصهيوني. وحسب أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، فإن فكرة الشروع في التقاسم الزماني في الأقصى الآن وبدون أي تردد، تلقى تأييد كل من: وزير التعليم نفتالي بنات، وزيرة القضاء إياليت شاكيد، وزير الزراعة أوري أرئيل، الذي يقود حملات تدنيس الحرم، وزيرة الثقافة ميري ريغف، وزير السياحة يريف ليفين، وزير البيئة زئيف إلكين، ونائبة وزيرة الخارجية تسيفي حوطبيلي ووزير الأمن الداخلي يغآل أردان، بالإضافة إلى عشرات النواب. لقد بات في حكم المؤكد أن نتنياهو يوظف الاتفاق الأخير من أجل تحقيق منظومة متكاملة من الأهداف. فمن ناحية يضمن هذا الاتفاق للصهاينة تدنيس الحرم والصلاة فيه، كما دلل على ذلك النائب غطاس، وفي الوقت ذاته يمكن لإسرائيل شيطنة أية محاولة فلسطينية للتصدي للمدنسين الصهاينة على اعتبار أن مقاومة هذا النوع التدنيس ستعد «مساً» بالاتفاق الذي تم التوصل إليه. ومن الواضح أنه عندما يسود الهدوء في أرجاء القدس والضفة وتنحسر موجة عمليات المقاومة سيستأنف الصهاينة مشروعهم التهويدي للحرم بكل فجاجة. لقد كان من المفارقة أن عدداً من الباحثين الصهاينة قد دعوا نتنياهو لعدم السماح لليهود بتدنيس الحرم، على الرغم من أن الاتفاق الأخير يسمح لهم بذلك. فقد أرسل البرفسور رؤفين بيركوفيتش، الذي يوصف بأنه أهم باحث صهيوني متخصص في قضايا القدس المحتلة، رسالة إلى نتنياهو لفت نظره فيها إلى التداعيات الكارثية لمواصلة استفزاز الفلسطينيين على هذا النحو. بكل تأكيد لن يستمع نتنياهو لنصيحة بيركوفيتش، وسيواصل مسلسل التهويد.

هناك حاجة لموقف فلسطيني عربي إسلامي رسمي مما يحدث في الحرم القدسي الشريف بعد أن تبينت حقيقة الموقف الإسرائيلي، ويتوجب توظيف كل الإمكانات العربية والإسلامية من أجل إحباط المخططات الإسرائيلية. فالصمت على السلك الصهيوني سيغري القيادة الصهيونية الرعناء بالقيام بمزيد من الخطوات لتهويد الحرم، وهذا يؤذن باندلاع حرب دينية ستعصف بالمنطقة بأسرها.