25.55°القدس
24.58°رام الله
24.42°الخليل
26.51°غزة
25.55° القدس
رام الله24.58°
الخليل24.42°
غزة26.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

مزاعم متشاكسة؟!

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

محمود عباس في مصر. ومحمد دحلان في مصر. الاثنان ضيفان على عبد الفتاح السيسي. الضيفان شريكان متشاكسان، أينما توجه أحدهما لا يأتِ بخير. يقال إن وجودهما معًا لم يكن مصادفة، وإنما عمل مقصود يستهدف المصالحة. ربما جاء الترتيب كأمر واقع فرضه المضيف عليهما دون سابق إنذار. ربما كان دخول عباس لمستشفى مصر الدولي بشكل مفاجئ كما تناقلته وكالات الأنباء هو ردة فعل من جسد منهك على الضغط الذي تعرض له من الطرف المصري. الإعلام توقف عند نقل عباس للمستشفى الدولي ولم يتابع الموضوع. الأمر غريب. هل كان الخبر صادقًا؟!, هل عباس يرقد في المستشفى؟!, هل خرج منه؟!, هل عاد للقاءاته مع أركان النظام المصري؟! لست أدري.

ما أعلمه، وأنا على دراية به، أن عباس لا يريد مصالحة دحلان. زاد على ذلك أن عبد الفتاح السيسي ألبسه طربوشًا حين قال أمامه إن كل شيء يجري على الحدود مع غزة هو بتنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية. عباس لا يستطيع أن يخلع الطربوش في وجه السيسي، حتى وإن كان غير معجب به.

مياه البحر التي تغرق رفح وتسبب انهيارات للتربة والمنازل الحدودية وهي باتفاق ثنائي بين مصر وعباس؟!. إغلاق معبر رفح ومنع السفر منه هو أيضًا باتفاق بين الطرفين؟!, اختفاء أربعة من المسافرين الفلسطينيين اختفاء قسريًا هو بتعاون بين الطرفين؟!, الإصرار على عودة عباس وحرس الرئاسة للسيطرة على معبر رفح بدون أدنى تواجد لموظفي حماس هو أيضًا باتفاق الطرفين؟!.

الطرفان يحاصران غزة، ويعذبان سكانها. والطرفان يختفيان خلف مقولة ‏عودة السلطة لمعبر رفح يعني فتحه بشكل متواصل؟!. (لا ضمانة؟!). القول ليس إلا حيلة سياسية وإعلامية، لدفع التهم عنهما, ولاستبقاء حماس في دائرة الاتهام وفي دائرة الحصار. وقبل أن نقول إن العقوبات الجماعية محرمة في القانون الدولي، نقول: إن عزام الأحمد زعم يوم توقيع اتفاق الشاطئ أن معبر رفح سيفتح بشكل متواصل، وأنه تلقى وعدًا بذلك من السلطات المصرية، وبعد أيام أثبتت الوقائع والأفعال بطلان مزاعم الأحمد؟!.

غزة تعلمت من أخطائها، ولن تقع مرة ثانية في شرك وعود مزيفة ليس لها رصيد. يقال إن عداء الطرفين لحماس ليس بسبب معبر رفح. إنه عداء بسبب مقاومة حماس العسكرية للاحتلال، وبسبب الفكر السياسي والديني الذي تحمله حماس. وحين تقدّم حماس المعبر لعباس على طبق من فضة أو ذهب، لن تتوقف عداوة الطرفين لها، وستكون هناك مطالب جديدة، ومنها على سبيل المثال إخراج قوات الحرس الوطني من حراسة الحدود مع مصر، لأن مصر لا تطمئن لهذه القوات؟! وهكذا دواليك؟!.

سكان فلسطين المحتلة لا يملكون رئيسًا جامعًا لهم؟!, ولا قائدًا غيورًا على مصالحهم؟!, ولا مدافعًا قويًا عن حقوقهم؟!, نعم, عندهم رئيس انتهت صلاحية وظيفته قانونًا، ولكنه باقٍ على أكتافهم يخدم مصالحه ومصالح حزبه، ولا يقبل أن ينازعه الأمر أحد حتى ولو كان محمد دحلان نفسه، أو حماس نفسها، أو غزة كلها، وطلباته من السكان أوامر، وطلبات السكان فيها نظر؟!.