انفردت صحيفة الاندبندنت البريطانية بتحقيق حول أساليب التعذيب المستخدمة في سجون نظام الأسد ضد المعتقلين خاصة من نشطاء الثورة السورية التي شارفت على إنهاء عامها الأول ، وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء و الجرحى و المفقودين. والتقت مراسلة الصحفية في دمشق مع ناشط قضى 21 أسبوعا في زنازين التعذيب وحدثها عن ما تعرض له ، تؤكد ما قالته منظمة "هيومان رايتس واتش" ومنظمات حقوقية سورية من أن النظام يستخدم أساليب بشعة في تعذيب المعارضين له. واستجوبت المنظمة الدولية مئة شخص كانوا قد اعتقلوا منذ الانتفاضة، وجمعت شهادات عن تعذيب أطفال لم يتجاوزا الثالثة عشرة. وروى المعتقل الذي اتخذ اسمعا مستعارا له "جولان" كيف أنه قضى أسبوعا في ما يشبه الصندوق الحديدي الضيق، ثم تلا ذلك أسبوع آخر في غرفة ضيقة لا يتجاوز ارتفاعها المتر الواحد، قضاه معصوب العينيين. وتحدث عن استجوابه لمدة ثماني ساعات يوميا، وكان مستجوبوه يريدون معرفة كل شيء عن التنسيقيات وعن الثوار، طريقة عملهم، وكيف ينقلون الجرحى، وحين رفض الحديث أصبح المحققون أكثر قسوة معه، وجلدوه 50 جلدة بسلك كهربائي في الصباح ومثلها في المساء. في أحد الأيام علق "جولان" في السقف بواسطة سلك، وكانت عيناه ما تزالان معصوبتين، كما يقول، وحين أزالوا عصابة العينيين كان ما رآه فتاتين اثنتين ممن اعتقلوا في المظاهرات، كانتا ممن يرتدين الحجاب، لكن حين رآهما كانتا عاريتين تماما، وعيناهما معصوبتين. "منذ هذه اللحظة بدأت بالبكاء"، هذا ما قاله جولان للمراسلة. ثم استخدم المشهد للضغط عليه، فقد هدده المحققون بتعرية أمه وشقيقته أمامه إذا بقي رافضا الحديث. وقد ورد في بعض تقارير الأمم المتحدة وصف لحالات ابتزاز للمسجونين بتهديدهم بانتهاك أعراض أفراد من عائلاتهم، كما تكتب الصحيفة. ويتحدث الثوار عن عمليات قتل و اغتصاب ممنهجة يقوم بها من يسمونهم "بشبيحة نظام الأسد" ضد الثوار وعائلاتهم بغض النظر عن العمر أو الجنس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.