"طيفك لا يغادرني بتاتًا وصوت القلب يرجع بالحنين ، أيا من قد خطفت روحي ألا ردوا عليَ ثمرات السنين ، خطفوكم غدرًا وخلسة بدون ذنب أو أدنى دليل ، فهل هانت عليكم ما فعلتم وقطعتم الأرحام والنسب المتين؟" ، كلماتٌ تحشرجت في صدر محمد أبو لبدة خال المختطف عبد الدايم أبو لبدة.
وتابع بلوعة الشوق وزفرة الألم المعبرة عن آهات أهالي المختطفين الأربعة: “أيا عبد الله قد اشتقنا إليك وعبد الدايم الرجل الحنون، وياسر وحسن أبناء الكرام رجال العزّ في زمن الخؤون، ألا إن القلوب اشتاقت وحنت لرؤياكم كما الأم الحنون".
أكثر من مائة يوم مضت على اختطاف أربعة شبان من قطاع غزة داخل الأراضي المصرية، ولم يتلقَ طوال هذه الفترة أهلهم وذووهم أي معلومات أو أخبار حول مصيرهم أو معلومات عن طبيعة أحوالهم أو حتى مكانهم، أيامٌ كثيرةٌ مرت وتمر عليهم كالغصة المتكررة وكأنها مائة عام كما عبرت إحداهن.
دموع حاضرة
تحدث البكاء من أهالي المختطفين خلال لقاء "فلسطين الآن" معهم بعد مضي أكثر من مائة يوم على غياب أبنائهم، فلم تتمالك شقيقة المختطف ياسر زنون دموعها على شقيقها وهي تقول: "اليوم ياسر له مائة يوم ونحن لا نعرف أي أخبار عنه، وأطالب عبد الفتاح السيسي بالإفراج عنهم والدول العربية وكل الدنيا يعلمونا هو وين؟ هل عايش مش عايش؟".
وأضافت: "أيام صعبة، كل يوم يمر أصعب من الذي سبقه، هي ليست مائة يوم، بل مائة سنة، كل يوم يمر عن سنة، ننتظر فيه أن يعود إلينا، ننتظر أي شيء عنهم وأي خبر".
وتابعت وبكاؤها لم يكف: "ابنه كل يوم يسألوا عنه، بدي بابا بدي بابا، ماذا سنقول لهذه الطفل كل ما يصحى من النوم يبحث عن أبوه؟ ماذا سنقول له؟، ابنه الصغير مريض له أسبوع في مستشفى الأوروبي لأنه حاسس في أبوه، حسبنا الله ونعم الوكيل".
وأكدت زنون أنه لا يوجد أي معلومات أو أنباء عن مصير ابنهم المختطف، وقالت: "واحد يجي يطرق على بابنا ابن حلال يقول لنا أي شيء لا يوجد"، وطالبت منظمات حقوق الإنسان والدول العربية والإسلامية أن يدلوهم عن حال شقيقها.
صرخة للمسئولين
بدورها صرخت والدة المختطف عبد الله أبو الجبين خلال حديثها لـ “فلسطين الآن" وقالت: "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل واحد قادر يمد يده للمساعدة لي وغير ماددها ولا عامل أي شيء، سأسألهم يوم القيامة عن أبنائنا".
وتساءلت: "من هو المسئول القادر أن يجيبني عن كل هذا، عن كل أسئلتي التي تدور في رأسي؟، أين المسئولين هل نائمين؟ اصحوا في رعية ما دام أنت مسئول ستسأل عن هذه الرعية".
وأضافت: "صداع صار معنا ونحن غير قادرين أن نركز في أي شيء في حياتنا، حياتنا كلها مشلولة، نريد كلمة صورة أي شيء يطمني على ابني، يخرج الخاطف يقول ما هي الجريمة التي ارتكبها ابني؟".
وقطعت أبو الجبين حديثها: "مائة يوم على فراق ابني، ماذا سيكون حالي أنا؟، تعبت وأنا أناشد لكن لن أمل لحد ما يصل صوتي لواحد مسلم أو غير مسلم يحقق لي أمنيتي ويرجع ابني"، وقالت: "والله نفسي أحضنه والله اشتقت لابني والله اشتقتله، حسبنا الله ونعم الوكيل".
مطالبة بالإفراج
وبدوره قال محمد أبو لبدة خال المختطف عبد الدايم أبو لبدة "لقد طالبنا مرارًا وتكرارًا السلطات المصرية المسئولة بضرورة الإفراج عن أبنائنا ولن نمل ولن يهدأ لنا بال ولن تقر لنا عين حتى يتحقق لنا مطلبنا العادل".
وأضاف: "وجهنا نداءاتنا ومناشداتنا إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الخارجة والداخلية المصريتين وإلى الرئاسة الفلسطينية والسفارة في القاهرة ولكن لا مجيب حتى اللحظة، ولا بارقة أمل تلوح في نهاية النفق".
وتابع: "هذه الجريمة يا سادة تمت على أرض مصرية وتحت السيادة المصرية وعلى مرأى ومسمع من الأمن المصري الذي لم يحرك ساكنًا حتى هذه اللحظة لمنع الجريمة أو محاولة الكشف عن ملابساتها أو خيوطها".
واختطف الشبان الأربعة "ياسر زنون وعبد الدايم أبو لبدة وحسين الزبدة وعبد الله أبو الجبين " في 19/8/2015 داخل الأراضي المصرية بعد اجتيازهم جميع الإجراءات المطلوبة للسفر للعلاج أو التعليم، ومضى أكثر من 100 يوم على اختطافهم دون معرفة أي معلومات حول مصيرهم وحياتهم.