لا أحد يتوقع أن يُسلب المواطن في قطاع غزة، من أبسط حقوقه، فلا يهدأ من يحاصره في ملاحقته حتى في أبسط حقوق عيشه الكريمة، فيمنعه من الحصول على تأشيرة سفره، في محاولته لصنع أزمة جديدة تقهر المئات من الطلاب والمرضى وأصحاب الحاجة.
ويعاني أهالي قطاع غزة منذ أحداث عام 2007، من عدم وجود دفاتر جوازات السفر التي ترسلها داخلية رام الله؛ الأمر الذي عطل وأضر بشكلٍ كبير وملحوظ مصالح المواطنين الغزيين؛ خاصة فئة الطلبة، والمرضى، والتجار، والمعتمرين، ومكاتب السفر.
(من 20 شيكل لــ 500 شيكل)
وفي حديث خاص لمراسل "فلسطين الآن"، أكد ماهر أبوصبحة، الوكيل المساعد بوازرة الداخلية، أنه ومنذ أحداث 2007، أغلقت السلطة الفلسطينية دائرة إصدار جوازات السفر في غزة، وأصبح المواطن في قطاع غزة يحتاج لإجراءات مكلفة للحصول على جواز سفر.
ويحصل المواطن في قطاع غزة، على جواز السفر بعد أن تُرسلُ جوزات السفر عبر مكاتب وسيطة بغزة، إلى مكاتب الداخلية برام الله ومن ثم تعود إلى القطاع عبر إجراءات معقدة تحتاج لوقت طويل.
وبينّ أبو صبحة، أن جوازات السفر كانت تطبع بغزة، قبل أحداث الانقسام بتكلفة لا تتجاوز الـ 270 شيكل، وكانت تكلفة الطباعى للجواز الواحد هي (20 شيكل فقط)، حتى أصبحت مكاتب الداخلية برام الله، تستغل المواطن في قطاع غزة لتصل تكلفته 500 شيكل.
وتعتبر مكاتب الداخلية في رام الله، هي الجهة الوحيدة التي تُصدرُ جوازات السفر لأهالي غزة منذ ثمانية أعوام، بعد إغلاق المركز الرئيس لإصدار الجوازات بغزة نتيجة الانقسام عام 2007، حيث تقوم بإرسال الجوزات الجديدة عبر مكاتب خاصة لغزة.
وتتجددت أزمة جوازات السفر، أكثر من مرة بعد أحداث الانقسام، وذلك من خلال حرمان سلطة رام الله الآلاف من المواطنين في قطاع غزة من حقهم في إصدار جواز السفر، وحرم بعضهم بقرار من الأجهزة الأمنية في رام الله.
طلاب ومرضى يعانون
وناشد المواطن محمد عاشور، عبر "فلسطين الآن"، السلطة في رام الله بإصدار جواز سفره لإكمال تعليمه في الخارج، بعد محاولات عدة لإصدار جواز سفر.
وتقدم المواطن عاشور، بأوراق وإجراءات الحصول على جواز سفر، ولكن المكاتب كانت تبلغه بأنه مرفوض من قبل السلطة في رام الله على حد قوله.
وأما المواطن، سمير سليم، (55 عامًا)، والذي يحتاج للسفر لجمهورية مصر العربية، للعلاج والذي يعاني من اضطراب كبير في نسبة دقات قلبه والتي تصل لمرحلة الخطر، يقول: "أخشى أن يفتح معبر رفح وتذهب فرصتي في السفر".
وتنتج مشكلة تأخر إصدار جوازات السفر، بعد تكدس أعداد كبيرة من قبل المواطنين للمطالبة بتجديد جوازات السفر الخاصة بهم بعد انتهاء مدته القانونية، مما يزيد من الأزمة القائمة والتي تسبب كثيرًا من المشاكل لدى المواطنين -المستعجلين- للسفر.
الداخلية تطالب
وحمّل الوكيل المساعد لقطاع الأحوال المدنية والجوازات والإقامات وشؤون الأجانب بغزة، ماهر أبو صبحة، حكومة التوافق ظاهرة تزوير جوازات السفر، وذلك بعد استغلال المجرمين للقضية بتعديهم على حقوق الغير.
وقال أبو صبحة، خلال في تصريحات سابقة له، أثناء لقاء نظمه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، "إن أجهزة رام الله تتدخل في طباعة بعض الجوازات وتمنع بعض المواطنين من الحصول على جوازات"، مؤكداً أن الحمد الله أصدر تعليماته بعدم التعامل مع الإدارة العامة للجوازات بغزة.
وطالب الفصائل بالتدخل السريع للضغط على حكومة رام الله بعودة طباعة الجوازات في القطاع وإنهاء الأزمة.
ونوه أبو صبحة إلى أن قضية جوازات السفر تسببت في منع أكثر من 189 حاجاً وحاجة في قطاع غزة من السفر العام الماضي، كما تسببت في منع عشرات الطلاب والمرضى من استكمال سفرهم بالخارج.