عامان بالتمام والكمال مرا كالبرق في سرعته على عائلة حسونة في نابلس.. يومها اعتقلت قوات الاحتلال ابنتهم مرام بحجة أنها حاولت طعن أحد الجنود على حاجز "عنّاب" بين مدينتي نابلس وطولكرم.. لتمضي حكما بالسجن لسبعة أشهر.
تستذكر العائلة ذلك اليوم المشئوم وهي تتلقى المهنئين بارتقاء مرام شهيدة على الحاجز ذاته.
تقول والدتها المكلومة لـ"فلسطين الآن": "لا أصدق ما جرى.. مرام استشهدت!.. كنت في المدرسة وإذا بتحركات في صفوف المعلمات والطالبات أثارت الريبة.. هناك شيء ما حدث.. تتوقع كإنسان أي خبر محزن، إلا أن تكون ابنتك قد فارق الحياة".
وتضيف "بدأت الطالبات في المدرسة يتمتمن .. فسألتهن ماذا هناك.. فجاء الرد كالصاعقة عليّ.. "معلمتي اليهود قتلوا بنتك وهي صورها على الفيسبوك".
تتوقف لدقائق وهي تجهش بالبكاء وسط عشرات النسوة اللواتي اكتظت بهن غرف البيت الكائن في منطقة رفيديا بنابلس..
وكانت الفتاة مرام استشهدت ظهر أمس الثلاثاء، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليها بزعم محاولة طعن جندي على حاجز عيناف القريب من طولكرم .
المتفوقة .. المتميزة
تأخذ زمام الحديث إحدى قريبات الشهيدة فتقول "الشهيدة بتدرس انجليزي بجامعة النجاح .. وهي طالبة سنة أولى .. اليهود اعتقلوها قبل هيك".
فقد اعتقلتها قوات الاحتلال في نهاية تشرين الثاني عام 2013 بتهمة حملها سكينا قرب حاجز "عناب" ذاته الذي أعدمت عليه، وإثر ذلك حكمت محكمة إسرائيلية عليها بالسجن لسبعة أشهر، انتهت منتصف عام 2014.
وأكدت العائلة حينها، أن ابنتهم تعرضت للتعذيب لساعات طويلة منذ مساء يوم الاعتقال وحتى ساعات الفجر من اليوم التالي، حيث اعتدى الجنود عليها بأعقاب بنادقهم ما تسبب لها بنزيف في الرأس، كما تعرضت للشبح لساعات طويلة دون حراك أمام الحاجز، وتعرضت أيضا لمعاملة سيئة لا تليق بالبشر.
ومرام تحفظ القرآن الكريم وهي وحيدة أبويها من البنات ولها 3 أشقاء من الذكور، وقد عرف عنها نبوغها في دراستها خلال المدرسة والجامعة.
إعدام جديد
وادعت المصادر الإسرائيلية أن الشهيدة وصلت إلى الحاجز وهي تحمل فأسا، فأطلق الجنود عليها الرصاص وقتلوها، فيما قال شهود عيان إن الحاجز كان خاليا من الجنود عند وصولها إليه، وإن إطلاق الرصاص تم من البرج العسكري على الحاجز.
وأفادت مسعفة في الهلال الأحمر وصلت موقع إعدام الشهيدة، أن مرام أصيبت بعدة رصاصات في رأسها وصدرها واستشهدت على الفور مبينة، أن قوات الاحتلال منعت الطاقم من أخذ جثمانها وأبلغتهم بأنها ستنقل إلى الأراضي المحتلة، وطلبت منهم مغادرة الموقع على الفور.
وبارتقاء مرام ابنة العشرين ربيعا يرتفع عدد الشهداء إلى 108 منذ انطلاقة انتفاضة القدس، فقد سبقها بوقت قصير ارتقاء الفتى مأمون الخطيب (16 عاما) الذي قتله جنود الاحتلال على حاجز جنوبي بيت لحم.