بعد إغلاق لمدة 107 يومًا متتالية يفتح معبر رفح البري بوابته التي تحمل كل أنواع المعاناة والألم في وجه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وتتجدد أمام تلك البوابة كل صور الانتظار للمرضى والشيوخ والأطفال.
لم تمنع لسعات برد الصباح القارصة ومياه الأمطار الغزيرة المواطنين المسافرين من أصحاب الحالات الإنسانية الانتظار منذ ساعات الصباح الأولى رغم المعاناة ، بعد أن أعلن الجانب المصري عن فتحه ليومي الخميس والجمعة ، ويسلط هذا التقرير الضوء على معاناة المسافرين التي يتكبدونها جراء الإغلاق المستمر لمعبر رفح.
معاناة الحالات الإنسانية
أحد المسافرين الذين ينتظرون السماح لهم بالسفر على بوابة معبر رفح وتعاني زوجته من أورام في الغدة الدرقية قال في حديث لـ"فلسطين الآن" :"كل ستة شهور يجب أن أغادر معبر رفح على مستشفى في مصر لأعالج زوجتي، وأنا مسجل ولمدة أربع مرات أجدد التحويلة وحتى اللحظة لم أغادر وكل مرة يقولوا اسمك غير مدرج".
وتساءل: "لماذا لا يوجد حل، كنا في السابق يأخذنا الإسعاف من مستشفى أبو يوسف النجار إلى الصالة المصرية مباشرة دون هذه المشاكل، والآن الأمور فوضى ولا أحد يعلم شيء".
وأوضح أنه لأربع مرات متتالية حاول السفر ولم يستطع، وأفاد أن زوجته متأخرة ثلاثة أشهر عن علاجها، وقال: "ثلاثة شهور حاجة غير بسيطة لمريض يعاني من أورام في الغدد الدرقية يحتاج كل ستة أشهر لمتابعة علاجه، والمرض تعاني منه منذ سنتين ونصف".
ولم يخفِ المسافر مخاوفه وهو يتحدث عن مريضة مثل زوجته ترافقهم في علاجهم، قائلاً: "لأنها تأخرت شهرين ونصف عن العلاج توفت الأسبوع السابق، العلاج لا هو موجود في غزة ولا في الضفة، لماذا العوائق موجودة أن نخرج عبر مصر".
وبدورها أعربت مسنة مريضة بالسرطان عن معاناتها الكبيرة التي تتكبدها جراء مرضها والسفر التي تحتاجه، وقالت:"أربع شهور أنتظر وبمعاناة حصلنا على التحويلة، وبمعاناة حصلنا على عدم ممانعة، وحجزت في أبو خضرة، وقدمت تصريح عن طريق الشؤون المدنية للسفر عن طريق إيرز".
وأضافت: "كل يوم يزيد الورم ويتطور هذا ومحتاجة عملية استئصال سريعة، وقبل ذلك عملت عملية استئصال لكن رجع الورم"، وتابعت: "أنا الآن محتاجة عملية عاجلة استئصال ورم سرطاني، والآن ينتشر في الرجل والجسم وربنا يستر".
وتساءلت بألم: "أنا الآن أريد علاج ماذا أفعل؟، مصر مغلقة المعبر، و"إسرائيل" لا تقبل إدخالنا، إيش يعني نموت يعني؟ نحن مرضى ما هو ذنبنا أن نمنع من العلاج؟، ماذا فعلنا لكي نحرم؟".
يومين غير كافيين
ومن جانبه أوضح الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم لـ"فلسطين الآن" أن معبر رفح اليوم يفتح بعد إغلاق لأيام متتالية ل 107 يومًا ، مبينًا أن 25 ألف حالة إنسانية من المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية ينتظرون أن يفتح المعبر.
وقال: "فتح المعبر اليوم وبدأ دخول الحافلات، ونأمل أن يعمل المعبر اليوم وغدا على ما يرام، ولكن فتح المعبر ليومين غير كافي للحالات الإنسانية الموجودة في قطاع غزة" وأضاف: "على افتراض أحسن الأحوال أنه خلال يومين سيتمكن ألف مواطن من السفر وسيتبقى حوالي 24 ألف حالة إنسانية عالقة في قطاع غزة".
وفيما يخص تمديد فتح المعبر أوضح البزم أنه حتى الآن ما لدينا أن المعبر مفتوح اليوم وغدا فقط، ونوّه أن الحالات المسافرة هي المرضى والطلبة وأصحاب الاقامات والجوازات الأجنبية حسب الكشوفات المسجلة لدينا في وزارة الداخلية.