منذ أن بدأت أعمال الحفر والتجريف في شارع "الشمالي" بمعسكر الشاطئ غرب مدينة غزة من قبل الجهات المعنية، حتى استبشر أهالي المنطقة المطلة عليه بقرب انتهاء معاناتهم التي استمرت أعواما.
فأهالي حي الشمالي وخاصة التي تطل منازلهم على الشارع الرئيس فيه، يعانون خلال فترة الشتاء من تدفق مياه الأمطار القادمة من حي "النصر"، لتغرق منازلهم ومحالهم التجارية أحيان كثيرة خلال فصل الشتاء.
عدا عن ذلك، انهيار الشارع خلال فصول الشتاء السابقة وعدم إصلاحه، وانسداد مجاري الصرف الصحفي واختلاطها بمياه الأمطار ودخولها منازل المواطنين.
لكن، ومع بدء أعمال التجريف والإصلاح في شهر إبريل الماضي في شارع "الشمالي"، بدأ أهالي حي "الشمالي" بلاستبشار خيرا، لعل هذه الإصلاحات تضع حدا لمعاناتهم الشتوية والصيفية.
إلا أن دخول الأهالي ما يزيد عن 6 أشهر في كبد ومعاناة حفر الشارع وبطء الإصلاح فيه، ولد عندهم تذمرا، لم يعد مقبولا له أي تبرير.
فمن كان ينظر بتفاؤل نحو إصلاح البنية التحتية للشارع، وإنهاء معاناة الناس، تغيرت نظرته وعادت إليه نظرة المعاناة والبؤس خاصة مع دخول فصل الشتاء وهطول أمطار غزيرة واقتحامها منازل المواطنين.
فالمواطن محمد أبو نحل، قال لـ"فلسطين الآن": "لو بقينا على حال الشارع الأول قبل إصلاحه أفضل لنا، على الأقل كان في اتجاه واحد للمياه وناس معينة المتضررة، لكن الآن مع عدم وجود رصيف أصبحت كل المنازل في الحي عرضة للمياه العادة ولمياه الأمطار".
وأضاف:" نتكلم مع المهندس يقول ليست مسئوليتي والمسئول يقول الأمر خارج عن إرداتي ولا أحد يعطيك جوابا مفيدا عن موعد انتهاء هذا المشروع ورصفه بشكل كامل.
أما السائق رامز ياسين، فقال: "استبشرنا خير أولها، لكن أعمالهم وتسويفهم للأمور أعاق تحركنا وتحرك أولادنا للمدارس وأصبح المألوف لدينا خراب الشارع".
وتساءل: "شارع طوله 100 متر يحتاج لأعمال رصف وبنية تحتية أكثر من 6 شهور؟، أولادنا مع المطر وغرق الشارع والطين الموجود فيه، منعناهم من الذهاب للمدارس خوفا عليهم، هذا غير البهدلة اللي نراها كل يوم خلال خروجنا للعمل يوميا كل صباح".
المواطن أبو علي العزوني، والذي يعمل في مجال "السباكة"، قال: "أيام إسرائيل كنا نمر على الشارع المراد رصفه صباحا، وأعمال التجريف قائمة فيه، وفي المساء حين عودتنا تسير السيارة عليه وقد أنهت الشركات العمل فيه، مع العلم أن الشارع في إسرائيل مسافته أكبر من شارع المالي أضعاف مضاعفة".
وتسال العزوني في حديثه لوكالة "فلسطين الآن": "إذا كان هذ الكلام لدى المحتل من عشرات السنين، واحنا لليوم مش قادرين نعمل مثلهم، كيف نسعى للتحرير؟".
ويتكرر مشهد شارع "الشمالي" في مخيم الشاطئ، في شارع "حميد" في منطقة أخرى لذات المخيم، ومع تواصلنا مع المهندس المسئول عن تلك المشاريع، أكد لـ"فلسطين الآن"، أنهم محكومون بالمواد الخام القائم عليه المشروع، وأنه متى توفرت فإنه يشرع في العمل فورا.
وأكد المهندس علي يحيى أنه على الأهالي الصبر لحين انتهاء العمل في المشاريع، لأن هذه الأعمال تحتاج إلى بنية تحتية وتأسيس من البداية حتى النهاية، لأن المخيمات بشكل عام تعاني من ضعف التأسيس في البنية التحتية، وبالتالي الإنجاز في مثل هذه المشاريع بحاجة لوقت وصبر، حتى تتم بالشكل الأمثل والمطلوب.
فعن شارع الشمالي بمخيم الشاطئ، أكد يحيى أنهم كانوا بحاجة لتأسيس بنية تحتية كاملة وذلك لتصريف مياه الأمطار في الشتاء عبر قنوات تستوعب كمياتها الكبيرة، مع عدم السماح لاختلاطها بقنوات المياه العادمة وبالتالي ضمان عدم انسداد قنوات "المجاري".
وأضاف: " البلاط المخصص لعملية رصف الشارع تأخر، وكنا محكومين بتوفيره بشكل كامل، حتى ننجز العمل بشكل كامل، وحتى لا يتحمل المقاول المسئول تكاليف أكبر كأجور عمال في فترة عدم توفير البلاط وهذا من حقه".
