طالب عدد من السياسيين جمهورية مصر العربية بضرورة فتح معبر رفح مع قطاع غزة بشكل كامل ودائم، جاء ذلك خلال ندوة نظمها معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية بعنوان "مآلات أزمة معبر رفح والجهود المبذولة لحلها".
ومثل الندوة الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس، والدكتور سفيان أبو زايدة القيادي في حركة فتح، والمهندس علاء الدين البطة رئيس اللجنة الحكومة لكسر الحصار عن غزة، والدكتور رفيق أبو هاني منسق الندوة، وعدد من الكتاب والأكاديميين وقادة الرأي.
حماس تتعاطى مع الحلول
وأكد رضوان على أن حماس منفتحة على جميع الرؤى الواقعية والعملية التي تساهم في فتح معبر رفح بعيدا عن المناكفات السياسية، وفي ظل ضمانات بعدم الإقصاء وإشراك الجميع وفتح المعبر بشكل دائم.
ودعا القيادي في حركة حماس جمهورية مصر الشقيقة إلى ضرورة فتح المعبر من أجل التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة، مذكرا مصر بدورها المناصر للقضية الفلسطينية على مر التاريخ.
وطالب رضوان السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق بوقف التحريض على غزة في كل زيارة لمصر، وتوفير ضمانات فتح المعبر في حال تسليمه للحكومة، والتعامل مع جميع ملفات قطاع غزة بصورة كاملة.
ونوه إلى أن المخابرات المصرية والجهات القيادية في مصر أبلغتهم بأن إغلاق المعبر يرجع لدواعٍ أمنية في سيناء والعريش، والعمليات التي يقوم بها الجيش في محيط المعبر.
وفي ذات السياق أوضح القيادي في حركة فتح سفيان أبو زايدة على أن أهالي قطاع غزة هم من يدفعوا ثمن إغلاق معبر رفح، مطالبا جميع المسئولين بالتفكير بحلول إبداعية تضمن فتح معبر رفح بصورة دائمة.
وأشار أبو زايدة إلى عدم وجود أي مبرر لإغلاق المعبر، محملا الكل الفلسطيني مسئوبية إغلاق المعبر لعدم التوافق الكامل بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني.
واقترح القيادي في حركة فتح تشغيل المعبر بشكل مؤقت من خلال الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة، أو من خلال صيغة وطنية من الفصائل الفلسطينية للإشراف على عمل المعبر.
إحصاءات وأرقام صادمة
وشدد المهندس علاء الدين البطة رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار عن غزة على أن معبر رفح شهد تراجعاُ بشكل شبه كامل خلال العام الحالي، قائلا :"تم فتح معبر رفح خلال 420 يوم ل27 يوم فقط، منها أيام مخصصة لادخال الوفيات".
ونوه البطة إلى أن عام 2012 دخل من معبر رفح 410 ألف مواطن، وفي عام 2013 دخل 310 ألف، وفي عام 2014 دخل 100 ألف، وفي عام 2015 دخل 21 ألف مواطن، بنسبة 5% عن الأعوام السابقة.
وألمح رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار عن غزة إلى أن ما يزيد عن 23 ألف حالة إنسانية مسجلة في كشوفات وزارة الداخلية ضمن الحالات الطارئة المحتاجة للسفر.
وأوضح البطة أن عام 2015 شهد توقف الوفود بشكل كامل، وتوقف دخول المساعدات الطبية بنسبة تصل إلى الثلث، متمنيا من مصر فتح المعبر بصورة دائمة تضمن توفير متنفس آمن ودائم لسكان القطاع المحاصر.
وتطرق إلى اتفاقية التعاون والتفاهم بين وزارتي الصحة المصرية والفلسطينية أعوام "1998، 1999، 2000" والتي تنص على إدخال 10 آلاف مريض بشكل سنوي للعلاج في مستشفيات مصر.
واعتبر البطة الاحتلال المتسبب في أزمات قطاع غزة من خلال إغلاق 5 معابر تجارية بشكل كامل مع قطاع غزة، والاكتفاء بتشغيل معبر كرم أبو سالم بصورة جزئية، حيث تم فتحه 95 يوم خلال عام 2015، خلافا لما تم الاتفاق عليه في تفاهمات وقف إطلاق النار عام 2014.