26.67°القدس
26.84°رام الله
25.53°الخليل
28.47°غزة
26.67° القدس
رام الله26.84°
الخليل25.53°
غزة28.47°
السبت 27 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

الشهيد رداد.. فضّل الآخرة والشهادة على دار الدنيا الفانية

عز (3)
عز (3)
طولكرم - مراسلنا

الشهيد عز الدين رداد في الحادية والعشرين من عمره، يعمل مع أخيه الأكبر خالد في محل لتصليح السيارات في بلدتهم صيدا في محافظة طولكرم، وهي قرية وادعة تطل على البحر وترى منها بكل وضوح المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ورغم صغر سنه، إلا أن عائلته وتحديدا والده شيّد له بيتا ليتزوج ويؤسس عائلته الخاصة، فهو لم يكمل دراسته ويعمل منذ أن كان صغيرا، وما يجنيه من أموال يوظفها والداه في توفير مستقبل آمن له.

لكن عز الدين كان له راي أخر، فقد فضّل الآخرة والشهادة على دار الدنيا الفانية.

الانتفاضة غيّرته

يقول أحد أصدقائه -الذي طلب عدم السؤال عن اسمه خشية الملاحقة الإسرائيلية- إن عز الدين تغير جدا منذ شهرين تقريبا، أي حينما بدأت انتفاضة القدس، وبدأ يتابع كل كبيرة وصغيرة في الأحداث الميدانية، وخاصة عمليات المقاومة والطعن والدهس، ويحفظ أسماء الشهداء، وهو أمر لم يكن يوليه أي اهتمام من قبل.

وأضاف "لم يكن أحد -رغم هذا- يتوقع أن يكون عز منفذا لإحدى تلك العمليات التي كان يدعمها، ومع معرفتي العميقة به إلا أن بطولته فاقت كل شيء. قدّم عمره فداء لفلسطين".

الساعات الأخيرة

أخوه خالد الذي يعمل عز الدين معه في كراج لتصليح السيارات في بلدتهم صيدا، كان آخر من شاهده.

يقول "الخميس (يوم العملية)، كان مرتبكا ومتوترا نسبيا. طلب مغادرة العمل نحو الساعة العاشرة صباحا للقاء أصدقائه كما قال لي. رفضت لأنني كنت مشغولا ولديّ التزامات ويجب أن أسلم السيارات لأصحابها في الوقت المحدد وبحاجة ماسة لمن يساعدني، لكنه أصر على المغادرة رغما عني".

ويضيف قائلا "اتصلت به قبيل المغرب فأبلغني أنه في القدس، ويريد أن يعمل هناك، وانقطع الاتصال وحاولت جاهدا العودة للحديث معه لكن دون فائدة".

حسم الأمر

مع ساعات المساء المتأخرة، بدأت تصل إلى مسامع العائلة أن شابًا نفذ عملية طعن في القدس من طولكرم وقرية "صيدا" على وجه الخصوص، حتى جاء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله في ساعات الفجر الأولى فحسم الأمر.

يقول والده "حاصر الجنود منزلنا، واقتحموه. طلبوا أسماء أولادي وسألوا عن عز الدين بالتحديد. قلت لهم أنه ذهب ليعمل في "إسرائيل". فقال لي الضابط (ابنك إرهابي، طعن جندي وقتلناه).. حينها لم يجد الأب المكلوم إلا أن يتمم "إنّا لله وإنا إليه راجعون".

الضابط الإسرائيلي استخدم الأسلوب النفسي مع العائلة، فهدد الأب بهدم المنزل بسبب ما فعله ابنه، وبالفعل أخذ الجنود مقاسات الغرف والنوافذ.

يقول الأب "عز عندي بالدنيا كلها.. لكن ما ذنب العائلة أن تتشرد!!.. هذا أسلوب مرفوض ولن نقبل به".

وختم "مش بكفي قتلوه، ليش ما بدهم ندفنه".. مطالبا الجهات الحقوقية بضرورة التدخل لاسترداد جثمان عز وبقية الشهداء، والضغط على الجهات المختصة كافة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العزل.

عز (1) عز (2)