في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، استخدم أسلحة كثيرة، تنوعت بين الحجر والمولوتوف والسكين والكلاشنكوف حتى الصواريخ والعمليات الاستشهادية، إلا أن الأسرى الفلسطينيين لم يكن بجعبتهم إلا سلاح واحد وهو "الأمعاء الخاوية" لرفض الإجرام والإهانة التي يتعرضون لها في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
لم يخطر ببال العديد من الأسرى المحررين أنهم سيلجئون في يوم من الأيام للسلاح ذاته، لكن لمجابهة الظلم الفلسطيني من ذوي القربى.
فبين وطن يلفه جدار الفصل العنصري كالثعبان، ومستوطنات تتناثر في كل مكان حوله، وجد العديد من الشبان أنفسهم رهن اعتقال سياسي بغيض، وفوهة بنادق موجهة ضدهم لا ضد الاحتلال، ورغم اندلاع انتفاضة القدس التي دخلت شهرها الثالث، إلا أن أجهزة الضفة تمارس حملتها ضد أبناء وكوادر حركة المقاومة الإسلامية حماس، دون أي اعتبار أخلاقي ولا اجتماعي أو حتى وطني للوضع القائم، إذ يقدم شبان وفتيات فلسطين أرواحهم رخيصة لأجل حرية الوطن.
وحكايتنا هذه المرة لأسير محرر من قرية رنتيس شمال رام الله، وهو المعتقل السياسي زهدي حسن دنون (32 عاما)، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الثالث على التوالي في سجن مخابرات رام الله.
سجون الاحتلال والسلطة
أمضى "دنون" في سجون الاحتلال أكثر من 4 سنوات وقد خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 60 يوما ، نقل خلالها عدة مرات للمشفى لتدهور وضعه الصحي، ما أدى لإصابة والده بجلطة جعلت منه قعيدا بسبب قلقه على نجله.
لم تشفع سنين اعتقاله لدى الاحتلال ولا إضرابه أمام جبروت أجهزة الضفة، فاعتقلته أكثر من مرة، دون تهمة تذكر، وتنكرت لقرار المحكمة ذات يوم رغم دفع الكفالة التي كانت بالآلاف وضربت بعرض الحائط القوانين، إذ أن قوانين الغابة وحدها من تسيطر على الوضع بالضفة الغربية المحتلة.
واليوم يخوض زهدي إضرابا عن الطعام في زنازين مخابرات رام الله، معلنا رفضه الاعتقال، في ظل برد قارس وأجواء سيئة داخل السجن، مؤكدا أنه سيحيا كريما في وطنه مهما حاول البعض عكس ذلك.
