بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال التي حققها فريقا اتحاد الشجاعية وخدمات الشاطئ في دوري "الوطنية موبايل" للدرجة الممتاز في غزة، استقر الحال بإدارة الفريقين على الاستعانة بخبرات "الحرس القديم" لإحداث نقلة نوعية على مستوى النتائج والأداء في الفترة المقبلة.
وفي مهمة أقل ما يمكن وصفها بالمفخخة، يراهن المدربان صائب جندية وحمادة شبير على تاريخهما الطويل برفقة المنتخب الوطني والخبرات المكتسبة مع تعاقب السنين في تحقيق تطلعات جماهير الناديين في مرحلة إياب الدوري.
ويبدو أن القدر وضع نجمي المنتخب الوطني السابقين في موقف لا يحسدان عليه، فهل ينجحان لقيادة فريقيهما لبر الأمان؟ أم أن الظروف الحالية ستقف حائلا أمام طموحاتهم؟
مهمة معقدة
واعترف المدير الفني لخدمات الشاطئ حمادة شبير (35 عاما) بصعوبة المهمة التي أوكلت له في الفترة الحالية، واصفاً إياها بالمهمة المعقدة التي تتطلب منه النحت في الصخر من أجل تحويل مسار الشاطئ إلى الاتجاه الصحيح.
وبين شبير في حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه ترك مرحلة الذهاب بكل آلامها وأحزانها وسيخوض مع فريقه بطولة من دور واحد، وسيحاول حصد أكبر عدد من النقاط من أجل الدخول إلى المنطقة الدافئة بأسرع وقت ممكن.
وشدد على أن مشكلة الشاطئ ليست فنية، وإنما تعود إلى ضعف الثقة بالنفس وهو ما يعمل على زرعها في نفوس اللاعبين ليظهروا بشكل مغاير في إياب الدوري, آملا منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية لإسعاد جماهيرهم التي تزحف خلفهم في كل مكان.
وأشار شبير إلى ضرورة استغلال فترة الانتقالات الشتوية لتعزيز الفريق بثلاثة لاعبين على الأقل، ليساعدوا الشاطئ في المرحلة المقبلة، لافتا لحاجة الفريق إلى مدافع لسد الثغرات في الخط الخلفي ولمهاجم حتى يترجم الفرص إلى أهداف ولاعب خط وسط قادر على ضبط إيقاع الفريق.
ويعمل شبير حاليا على رفع اللياقة البدنية للاعبيه, بعد 10 أيام راحة سلبية لهم منذ نهاية الدور الأول, مؤكدا أنه سيخوض لقاءين وديين خلال الفترة المقبلة, ومنوها إلى أنه ما يهمه هو تحسين وضعية الفريق في الدوري, دون النظر لمشواره في الكأس.
يذكر أن "البحرية" احتل المركز الحادي عشر وقبل الأخير في ذهاب الممتازة برصيد 10 نقاط, بفارق الأهداف خلف خدمات المغازي.
العودة إلى الواجهة
من جهته، أكد المدير الفني "للمنطار" صائب جندية (40 عاما)، أن المهمة التي تنتظره برفقة الشجاعية ليست سهلة على الإطلاق، وتحتاج إلى عمل كبير من أجل إخراج الفريق من محنته الحالية وإعادته إلى الواجهة من جديد.
وقال جندية في حديثه لـ"فلسطين الآن": "الشجاعية فريق يبحث عن المجد والبطولات في كل موسم، نحن في مركز لا يليق بنا كبطل للدوري الغزي".
وأضاف أنه سيسعى إلى تعزيز روح المنافسة بين اللاعبين، ومنح الفرصة للبدلاء لإثبات قدراتهم في الفترة المقبلة، خاصة مع تواجد عدد من لاعبي التعزيز الذين لم يكن لهم دور مع الشجاعية في الفترة السابقة، أمثال مصطفى الداعور وخضر السالمي، وهاشم عبد ربه وأسامة عويضة، وسامح حتحت.
وأشار إلى أنه سيطوع خبرته الواسعة التي اكتسبها كلاعب ومدرب لخدمة الفريق في مشواره المقبل، مبيناً أنه يسعى إلى تجهيز أكبر عدد من اللاعبين المتواجدين في صفوف الفريق ليمنحوا خيارات متعددة للجهاز الفني حال حدوث إصابات أو إيقافات.
وكشف جندية أن قبوله استلام زمام الإدارة الفنية في الشجاعية يعود إلى أن هذا الصرح بيته الأول، الذي كان له الفضل في إبرازه كلاعب مثل المنتخب الوطني في السنوات السابقة، منوهاً أنه لم يتردد في تلبية نداء الواجب رغبة منه بخدمة الشجاعية في الفترة الحساسة التي يمر بها.
ولفت إلى أنه تعمد تأجيل فكرة تدريب الأندية الغزية منذ عودته من مهمته مع المنتخب الوطني سواء في كأس التحدي أو كأس آسيا، مشيراً إلى أن رأيه سيكون مغايراً في حال كانت مهمة التدريب حاليا في ناد آخر غير الشجاعية.
ويجري اتحاد الشجاعية استعداداته على قدم وساق, وسيعمل الجهاز الفني خلال الفترة الجارية على رفع الحالة المعنوية للاعبيه, استعدادا لخوض لقاءين وديين بعد حوالي أسبوعين, تمهيدا لافتتاح مشوار الشجاعية في بطولة كأس قطاع غزة .
وكان اتحاد الشجاعية قد حقق الثلاثية التاريخية في الموسم المنصرم "الدوري والكأس والسوبر", الأمر الذي يجعل أبناء جندية تحت الضغط لتقديم الكثير خلال الدور الثاني, بهدف إرضاء طموحات الجماهير.
يشار إلى أن "أسود الشرق" يحتلون المركز الخامس برصيد 16 نقطة, بفارق الأهداف أمام خدمات خانيونس بعد انقضاء جولة الذهاب من دوري "الوطنية موبايل" للدرجة الممتازة في غزة.
وسيلتقي الشاطئ والشجاعية وجها لوجه في الأسبوع الأول من مرحلة إياب الدوري, الذي سينطلق في الأول من يناير المقبل في اختبار هو الأول لوزيري الدفاع السابقين.