21.67°القدس
21.32°رام الله
20.53°الخليل
26.21°غزة
21.67° القدس
رام الله21.32°
الخليل20.53°
غزة26.21°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: التضييق على البنت.. هل يضمن لها الاستقامة؟

قالوا قديماً "لا تخرج المرأة من بيتها إلا مرتين، مرة إلى بيت زوجها وأخرى إلى القبر"، حيث كانت الثقافة السائدة تمنع النساء من الخروج من بيوتهن، وكان الآباء يرون أن التضييق وتشديد الخناق هو السبيل لحماية بناتهم من سلوك طرقٍ غير سليمة، لكن الأمر اختلف في وقتنا الحالي، فأصبح الأسلوب القديم ما هو إلا سبب في انحراف الفتاة التي تتعرض له غالباً، وبات الكثير من التربويين يدعون الآباء إلى منح بناتهم الحرية، فلماذا تغيرت النظرة وأيهما أفضل التضييق أم الحرية؟ الإجابة في التقرير التالي الذي أعدته "فلسطين". [title]نتائج عكسية[/title] من حالات التأثر السلبي بالتضييق ست أخوات التقت "فلسطين" بأصغرهن التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، وقد رفضت الكشف عن اسمها، تقول:"من بين مظاهر التضييق التي مارسَها علينا والدي أنه كان يجبرنا على الحجاب في سن العاشرة، وارتداء الجلباب في سن الثانية عشرة، أما الخروج من البيت فهو شبه ممنوع إلا مع والدتي وللضرورة فقط، لقد منَعَنا من أبسط حقوقنا بحجة الخوف علينا..ومن ذلك أنه لم يسمح لنا بالالتحاق بالجامعة لإتمام دراستنا". وتضيف:"يظن أنه بذلك قد حجب عنّا كل ما يؤذينا، لكنه لا يدري أن النتيجة كانت عكس ما أراد تماماً، كان يظن أنه بذلك سيربّي ست واعظات، لكنه أنشأ ست أخوات لا تحافظ أي منهن على صلاتها". نتائج عكسية هي أيضاً ما حققه والدا "هند. ع" (25 عاما)، إذ تقول إنها تحمّلت تضييق الخناق عليها حتى أنهت الثانوية العامة، لكنها لم تلتزم بأي من تعليمات الأهل شديديّ الحرص عليها عندما التحقت بالجامعة، فكانت الضحية "سمعتها". تقول "هند. ع":"في الجامعة وجدت حالةً من الانفتاح على العالم لم أعشها من قبل، تعرفت على صديقات سوء، واقتنيتُ الجوال وبدأت أستخدم الإنترنت، فرأيت العالم من زاوية جديدة وتعرفت على جوانب أخرى فيه نالت إعجابي لما فيها من حرية جديدة تماما عليّ". وتضيف: "كانت النتيجة صداقات مع الشباب بعيداً عن عيون والداي اللذين لم يكشفا الأمر إلا بعد عدة أشهر، ورغم شدة العقاب آنذاك إلا أنني عدّتُ للفعل ذاته مرات عديدة". [title]حرية باعتدال[/title] منسق اختصاص الخدمة الاجتماعية بالكلية الجامعة للعلوم التطبيقية "أحمد حمد" يرى أن اختلاف تأثير التضييق على الفتاة يعود إلى اختلاف الثقافة المجتمعية من زمنٍ إلى آخر، قائلاً:"قديماً كان خروج البنت من بيتها أمراً مرتبطاً بشرف العائلة وفق الاعتقاد السائد، أما الآن اختلف التفكير تماماً فأصبح من الطبيعي أن تتعلم وتعمل". ويقول حمد:"التشديد على الفتاة في عصر الانفتاح الذي نعيشه بسبب الإنترنت والتقدم التكنولوجي سيأتي بعواقب غير محمودة، فالفتاة تتعبّأ من الثقافة التي تنشرها بعض الفضائيات ومن ثم تحاول تقليدها إذا ما وجدت متنفساً كالخروج للتعليم أو العمل لأن مقياس الصحة والخطأ شبه معدوم لديها ولأن كل ممنوع مرغوب". ويتابع عن النتائج السلبية للتضييق على الفتيات:"عندما تشعر الفتاة أنها مراقبة في كل تحركاتها، فإنها ترتبك وتفقد الثقة في نفسها مما يؤدي بها إلى سلوك عكسي، مبينا أن حماية الفتاة من هذه التأثيرات تبدأ من عملية التنشئة التي يجب أن تشتمل على غرس الوازع الديني والرقابة الذاتية بداخلها". ويبين أن تربية الفتاة يجب أن تشتمل الجرأة لكن بحدود هي الالتزام بالدين والثقافة والتقيد بالصواب بعيداً عن الوقوع في الخطأ، وبعد توفير هذه الجوانب تُمنح الفتاة الحرية بتوسط وبلا إفراط أو تفريط طالما أن الأمر لا يتعارض مع الدين.